مجرد رأي…طارق الملا (٥) 

فقد قطاع البترول اهم مقومات نشاطه وهو تحقيق الربحية التي تترجم الي اعادة ضخ استثمارات اخري في عمليات البحث والتنقيب والاصلاح واصبح انتاجه يسير بالقصور الذاتي في اتجاه الهبوط بدون قدرة واضحة علي كبح جماح الانخفاض الناتج عن قصور شديد في عمليات الحفر التنموي واصلاح الآبار نتيجة لكل العوامل السابقة . 

هي فترة عصيبه مازالت تمر بقطاع البترول حتي الآن في ظل عدم حل مشكلة او اعادة هيكلة دعم المواد البترولية لتعيد قدرة هذا القطاع الاقتصادي على اداء دوره المعتاد . وربما كان هذا كله السبب في ظهور بوادر لأزمات اعمق حيث لاتأتي المشاكل فرادي كما يقال . 

اندلعت حروب اقليمية وعالمية طارت فيها اسعار البترول والغاز الى عنان السماء واصبحت تكلفة استيراد الزيت الخام باهظه مع تدني الاسعار المحلية في الداخل مما زاد من انحراف ميزان المدفوعات الى اتجاه سلبي مع عجز واضح في الموازنة العامة للدولة . وفي ظل كل هذه الاحداث والمتغيرات كان ما حدث من تناقص لأنتاج الغاز امراً يبدو منطقياً مع توارد العديد من موجات الحظ السئ . كان هناك العديد من الابار الاستكشافية في المياه العميقه التي كان الوزير يعول عليها كثيراً لأضافة حقول غاز كبري مثل حقل ظهر . ولكن اغلب نتائج هذه الابار جاءت مخيبه للأمال .  ١٣ بئرا تم حفرها في السنوات الثلاثة الاخيرة  كانت نتائجها مخيبة للأمال . كان الامل معقود علي ابار ( نور) و (ارويون) و ( خوفو)  ولكنها للأسف لم تحقق المرجو منها . كان اكتشاف ( نرجس) هو الاكتشاف الوحيد الذي صادف نجاحاً وان لم تكن احتياطياته بمثل احتياطيات حقل ظهر . ولم تظهر شركة شيفرون الامريكية حماساً لسرعة تنمية هذا الاكتشاف ووضعه علي الانتاج لأسباب اغلبها غير معروف . 

وفي ظل هذه الإخفاقات جاء انخفاض معدلات الانتاج من حقل ظهر لتزيد الامور تعقيداً وتنخفض الكميات التي يتم تدفعيها عبر الشبكة القومية للغاز وينخفض ضغطها الي الحد الذي كان ينذر بتوقف محطات توليد الكهرباء عن العمل واصبحت المناورات التي تجري علي الشبكة وتخفيض كميات الغاز المتجهة لمصانع البتروكيماويات والأسمدة هي المتاح فقط من حلول لتلافي توقف هذه المحطات . وكان لتذبذب الغاز الوارد من احد دول المنطقه عبر الانابيب هو احد العوامل الاخرى الضاغطة علي ظروف التشغيل . 
وتسير الاحداث … وللحكايه بقية 
والسلام ،، 

#سقراط أ أ