للاعلان

Sat,07 Sep 2024

عثمان علام

مروه عطيه تكتب... الكعبة فى مكة.. والكسوة من مصر

مروه عطيه تكتب... الكعبة فى مكة.. والكسوة من مصر

11:41 am 13/07/2024

| رأي

| 330


أقرأ أيضا: يوم ترفيهى باكاديمية انبى وعروض وهدايا للعاملين بالبترول

مروه عطيه تكتب... الكعبة فى مكة.. والكسوة من مصر


فى عام ٢٠٢٢ تم استبدال موعد كسوة الكعبة ليصبح فى الول من محرم بدلا من موعده القديم فى يوم عرفة من كل عام 
وعبر التاريخ كان افضل ماكسيت به الكعبة هو القباطى المصرية بداية من عهد الخليفة الراشد "عمر بن الخطاب" رضى الله عنه وسمى النسيج بذلك نسبة إلى أقباط مصر، وكان يصنع فى الفيوم وهو من افخر الأقمشة وكانت تُكسى من بيت مال المسلمين.. وفى عهد الدولة الأموية صُنعت الكسوة فى دمشق، ثم أتى عصر الدولة العباسية ليستقر لون الكسوة على الحرير الاسود وتستقر صناعتها فى مصر.
واهتم الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة وقاموا بتغييرها للون الأبيض ليعود اللون الاسود مع الدولة الأيوبية... وكانت "شجر الدر" صاحبة فكرة اول محمل يحمل كسوة الكعبة.
أما المماليك فكانوا يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه احد ولو وصل الأمر إلى القتال، وكانت هناك محاولات لنيل هذا الشرف من قبل الفرس والعراق وملوك اليمن، ولكن سلاطين المماليك لن يسمحوا لأحد أن ينازعهم فيه.
وكانت كسوة الكعبة ورحلة المحمل تكلف الدولة الكثير من الأموال لذا ففى عهد "الناصر محمد بن قلاوون" أمر بوقف خراج قريتى باسوس وأبو الغيط بالقليوبية... وبعد استيلاء العثمانيون على مصر استمر اهتمامهم بكسوة الكعبة واضاف "سليمان القانونى" سبع قرى اخرى لوقف الحرمين.. إلى أن جاء "محمد على" ليحل الوقف وبأمر بأن تخرج نفقة الكسوة من خزينة الدولة مباشرة بعد تأسيس دار الكسوة بالخرنفش وهى لا تزال قائمة حتى الآن وتحتفظ بداخلها بآخر كسوة للكعبة.
توقفت مصر عبر التاريخ عن ارسال الكسوة والحمل إلى مكة ثلاث مرات:
الأولى فى عهد "محمد على باشا" لمدة ست سنوات وبعد سقوط الدرعية على يد جنوده المصريين استأنفت مصر ارسال الكسوة.
الثانية فى عهد "الملك فؤاد" عام ١٩٢٦ نتيجة اعتداءات على المحمل وعادت مرة أخرى بعد عشر سنوات بعدما ارسل "الملك عبد العزيز" ولده "سعود" لتلطيف الأجواء بعد تولى "الملك فاروق" عرش مصر 
الثالثة والأخيرة عام كانت عام ١٩٦١ بعدما بدأت المملكة فى تصنيع الكسوة على اراضيها وحتى الآن.
وقد وصف كثير من الرحالة خروج كسوة الكعبة ورحلة المحمل من مصر "كابن بطوطة" و"ناصر خسرو" وغيرهما... وكان موكب المحمل عبارة عن جمل مزين بالحرير الملون والفضة يسمى "جمل المحامل" ولا عمل له طوال العام سوى تلك المهمة المقدسة وكانت رقبته وسائر اعضائه محلاة بالجواهر ويخضب جسمه بالحناء وعليه هودج مزين بالضفة فارغ وكانت الكسوة نفسها توضع فى صندوق خاص مصنوع من الفضة المذهبة ومعها مصحفا من الفضة وخلف الجميع الجند الذين يحرسون الموكب ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية يحملون الرايات...ويجوب الموكب شوارع القاهرة وسط زغاريد النساء، ثم يخرج امير الحج بالحمل متوجها إلى الحجاز.

أقرأ أيضا: د. محمد العليمي يكتب: بداخلك طفل يتألم

التعليقات