اذا اردت ان تري تجسيداً لمعني وقيمه الجندي المجهول فعليك ان تعرف عن سيرة هذا الرجل . واحد من جنود البترول المجهولين الذين يعملون في صمت ولا تسمع لهم صوتاً و لا ضجيجاً . هو واحد من الرعيل الاول لقيادات هيئة البترول منذ ان كان نواة صغيره نمت وترعرعت علي خير وحب في جنبات هذه الهيئة العتيقة . لم يغادرها قط واصبحت جزء من حياته وكيانه وعشقه لهذا الوطن . لا يعرف الكثيرون عنه شيء علي الرغم من ان  عمله موجود يومياً في حياه ملايين البشر ممن يعيشون علي ارض هذا البلد . دخل معترك التجارة الداخلية  للبترول وكافة منتجاته و عاش ايامه ولياليه لحل مشاكل الامداد والتوزيع لكل شبر في مصر . مسئوليته تصل الي اصغر محطة وقود في نجوع مصر البعيده فهو مسئول عن امدادها بإحتياجاتها من المنتجات البترولية . 

لم نعد نعاني نقصاً ولم نري طوابير السيارات فهذا اصبحاً تاريخًا لن يعود . ليس له مواعيد عمل فكل يومه عمل، يطمئن فيه علي الوفاء باحتياجات كل شبر من هذا الوطن من تلك المنتجات التي لا يستغني عنها الناس لحظة واحدة . يتعامل مع الامر الواقع ، لا يدخل في دهاليز الانتاج وخططه وتصوراته واحلامه . هو يتعامل مع ماهو متاح ويكافح لتدبير الفارق بين الانتاج والاستهلاك من كل الطرق وبمختلف السبل فالمهم عنده ان يجد المواطن احتياجاته صباح مساء . كافة تفاصيل استهلاك وانتاج البلاد في دفاتره وحاسبه الالي ، يعرف كل لتر منها اين يذهب و من اين اتي . خاض وقتاً عصيباً خلال ايام الثورة بما فيها من انفلات وفوضي واستطاع ان يبحر بالسفينة رغم العقبات والامواج . 

انتهت هذه الايام دون رجعه وتفرغ الرجل لتحديث منظومه التخزين والتوزيع و باتت محكمة الادارة والاداء وكان للتكنولوجيا الحديثة اثرها الكبير في مساعدته علي هذا التحكم الرائع الذي نراه . اختفت عمليه التهريب للمنتجات المدعمه واستحكمت حلقات الاتصال بين مخازن التوريد ومراكز التوزيع وانضبط الحال واصبحت اتجاهات المنتجات معروفه ومحدده علي شاشات اجهزة الكمبيوتر والمتابعة  . 

لم يتخل ذكاء طارق الملا عنه عندما قرر مد خدمة المحاسب خالد عثمان لأنه يعرف قدره وقدرته علي ضبط وانضباط اخطر مجال من مجالات البترول وهي ضبط ايقاع السوق المحلي الذي يمثل بعداً استراتيجياً في استقرار الدوله وتحقيق امنها القومي . ولذلك لم يكن قراره فضلاً وتفضلاً ولكنه كان للمصلحة الوطنية في المقام الاول . 

تحيه لهذه الشخصية الصامته الجادة التي تعرف للعمل والمسئولية الوطنيه قدرها واحترامها وتحياتنا لكل مساعديه في نيابة التجارة الداخلية الذين ظلمهم الاعلام ولم يوفهم حقهم المحاسب خالد منسي ومصطفي مختار وطارق الصغير وطارق جمعه ، هم كتيبه العمل مع  المحاسب خالد عثمان الذين يقومون بعمل مضن لتظل وتيره امداد الوقود علي انتظامها وكفائتها المعهودة، ولا ننسي بالطبع الدور المحوري للمهندس محمود ناجي في هذا المجال الهام فبهذه الشخصيات الفاعله تكاملت منظومه الامداد والتوزيع المحليه و انضبط ايقاع الاستيراد في مواعيده المحدده وهو دور انعكس علينا في حياتنا اليومية من سهولة حصولنا علي المنتجات البترولية وهذا ما نقدره لهم ولا يسعنا الا نقدم لهم جميعاً عظيم احترامنا لمجهودهم . 
والسلام ،، 

#سقراط