لا شك ان التواصل المكثف الذي يجريه الوزير حالياً مع الشركاء الاجانب قد بدأ يؤتي بعض من ثماره . فبعد الانباء التي اشارت اليها الدوائر الاقتصادية العالمية بتوجه شركة الزيت البريطانية ( بي بي) وشركة ادنوك الاماراتية الي تنمية الاكتشافات الموجودة في المياه الاقتصادية القبرصية والتي تقع قبالة حقل ظهر للغاز . وهذه الانباء توضح  بدء تنمية خمسة ابار غازيه مكتشفه في الجانب القبرصي تصل معدلات انتاجها الي ما يقرب من نصف مليار قدم مكعب يومياً . وهذا انتاج له ثقله في هذه المنطقة البعيدة وان كانت تكلفة تنميته ستكون باهظة لربطه بتسهيلات لازمة لإستغلاله اما بالاستهلاك او التصدير .وتبدو تسهيلات حقل ظهر هي اقرب طريق  مستعد لأستقبال هذا الانتاج لهذا الغاز البعيد في المياه العميقة . 

زيارة الوزير السريعة لقبرص لم تخرج انباؤها الا عن ما هو معتاد من تصريحات لمثل هذه الزيارات . ولكن يبدو ما هو غير ظاهر فيها اعمق من تلك التصريحات بكثير ، فاصطحاب رئيس إيجاس لهذه الزيارة يبدو منه معاني مناقشة فنيات محدده وكذلك سرعة و توقيت الزيارة الذي يأتي متزامناً مع اللقاءات المكثفة للوزير كما اشرنا سابقاً واعلان تحالف بي بي ادنوك عن بدء عملية التنمية لهذه الابار . 

اقتناص الفرص ولعبة المصالح هي حق مشروع لأي دولة ونحن بالاخص في مصر نعاني من تلك التحركات المختلفة في العديد من اوجه السياسات العالمية وخاصة فيما يدور من حولنا من مشكلات اقليمية ومؤمرات في العمق عند منابع النيل . و مصالحنا قد تتضارب مع مصالح اطراف اخري يهمها ان نظل معتمدين علي الغاز الوارد منهم لتحقيق ضغوط سياسية واقتصادية علينا . دخول الغاز القبرصي في بورصة الاحداث والتحرك السريع والمفاجئ للوزير وظهور إيجاس في الصورة لأول مره في مثل تلك التحركات الاقتصادية التي يغلفها الكثير من السياسة هي ضربة موفقه وتدل علي احساس عالي و مرونه في التفكير وعدم انتظار التعليمات كالمعتاد . الموضوع هام جداً وله ما بعده ويمكن ان يغير موازيين القوي في المنطقه كلها . 

وحديثي لأمن الوزارة ان امن الوزير من الأن ليس مسألة شكليه تقوم بها جهات اخري ولكن عليكم ان تتوخوا الحذر وان يكون هناك خطة امنية لتحركاته والاعلان عن زياراته وتوقيتها فالعالم اصبح صعباً ولا تعرف الصديق من العدو وهناك من لا يريد لك الخير ويكره لك ان تزفر انفاسك بعد عناء ولن اضيف اكثر واعتقد ان الرساله وصلت . والسلام ،، 

#سقراط