الإثنين 30 ديسمبر 2024 الموافق 29 جمادى الثانية 1446

فولكس فاغن تدرس إغلاق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها

144
المستقبل اليوم

 

 

في خطوة غير مسبوقة قد تهز صناعة السيارات الألمانية، تدرس شركة فولكس فاغن إغلاق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها الممتد على مدار 87 عاماً، وذلك في إطار محاولاتها لتعميق تخفيضات التكاليف في مواجهة المنافسة الشرسة من صانعي السيارات الكهربائية في الصين.

وقالت الشركة، في بيان صدر يوم الاثنين، إنها لا تستطيع استبعاد هذا الخيار الذي يعدّ تحولاً كبيراً في مسيرتها.

وتشمل الإجراءات التي تتخذها فولكس فاغن «لحماية مستقبلها» إنهاء اتفاقية حماية العمالة التي تم الاتفاق عليها مع النقابات العمالية منذ عام 1994.

وقال أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاغن «إن صناعة السيارات الأوروبية تواجه وضعاً صعباً وخطيراً للغاية؛ البيئة الاقتصادية أصبحت أكثر تعقيداً، وبدأت علامات تجارية جديدة تدخل السوق الأوروبية، بينما تتراجع ألمانيا كموقع للتصنيع من حيث القدرة التنافسية.»

وتعاني فولكس فاغن من خسارة حصتها السوقية في الصين، حيث انخفضت عمليات التسليم للعملاء في النصف الأول من العام بنسبة 7% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

وفي الوقت نفسه، تراجعت الأرباح التشغيلية للمجموعة بنسبة 11.4% لتصل إلى 10.1 مليار يورو.

العلامات التجارية المحلية للسيارات الكهربائية، مثل BYD، باتت تشكل تهديداً كبيراً لفولكس فاغن ليس فقط في الصين ولكن أيضاً في أوروبا.

وأضاف بلوم، خلال مكالمة مع المحللين الشهر الماضي «تركيزنا الأساسي الآن هو على خفض التكاليف، وقد اتخذنا جميع الخطوات التنظيمية اللازمة؛ الأمر كله يتعلق بالتكاليف.»

ولكن يبدو أن خطط فولكس فاغن ستواجه مقاومة شديدة من النقابات العمالية، حيث ألقت نقابة IG Metall، وهي من أقوى النقابات العمالية في ألمانيا، باللوم على الإدارة في مشكلات الشركة وتعهدت بالدفاع عن حقوق العمال.

وصرح ثورستن جروجر، كبير المفاوضين في النقابة، قائلاً «الخطة التي قدمها مجلس الإدارة اليوم تهدد أسس فولكس فاغن بشكل كبير وتهدد الوظائف، هذا النهج ليس قصير النظر فحسب، بل خطيراً للغاية، فهو يهدد بتدمير قلب فولكس فاغن».

توفر شركة فولكس فاغن نحو 683 ألف وظيفة على مستوى العالم، منها نحو 295 ألفاً في ألمانيا، وفقاً لتقرير أرباحها الأخير.

ورغم ذلك، أكد توماس شايفر، الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاغن لسيارات الركاب، أن الشركة لا تزال ملتزمة بألمانيا كموقع تجاري، وأنها ستبدأ محادثات عاجلة مع ممثلي الموظفين لاستكشاف إمكانيات «إعادة هيكلة العلامة التجارية بشكل مستدام».

واختتمت فولكس فاغن بيانها بتحذير من أن الوضع الحالي «متوتر للغاية ولا يمكن حله من خلال إجراءات بسيطة لخفض التكاليف».




تم نسخ الرابط