للاعلان

Mon,16 Sep 2024

عثمان علام

د. محمد العليمي يكتب: بداخلك طفل يتألم

د. محمد العليمي يكتب: بداخلك طفل يتألم

12:59 pm 07/09/2024

| رأي

| 331


أقرأ أيضا: عصمت : تركيب 178 ألف عداد كودي خلال شهر لمنع سرقات الكهرباء


هل غُصتُ في أعماق نفسك يوماً؟ أنا فعلتها وغُصتُ في أعماقي، أردت أن أراني من الداخل، بالرغم من أن الداخل مخيف ومريبٌ بعض الشيء، إلا أنني فقط أردتُ أن أستكشف ذاتي، ظننتُ أن لإبحاري هذا نفعٌ لي، حتى وجدتُ في نفسي طفلاً خائفاً منزوياً، هل تتساءل ما المريب في ذلك؟ المريبُ أني وجدتُ الأمواج تدفعه، والشلالات تتساقط عليه، والرياح تعصف به، لم أكن أعلم أن بداخل تلك النفس طفلاً يتألم، فلطالما كنتُ ساكناً دوماً دون أن أشعر بكلِ تلك الأزمات، حتى جلستُ برهةً وركزتُ التفكير على نفسي، فوجدتُ هذا الكم من الصراع والصراخِ والألم، ويا ليتني كنتُ أُداوي هذا الطفل يوماً بعد يوم حتى لا يصبح علي ما أصبح عليه، حتى لا أسقطُ في أعماقٍ قد تُنهيني بحثاً عنه، فقد تهرب من الضجيج إلى العدم، إلا أنك قد تجد أن هذا العدم يفزعك، فلا هدوء في الهدوء كما تظن.

نتعامل مع العديد من التحديات التي قد تبدو غير قابلة للتفسير، فقد نشعر بالخوف أو القلق، دون أن ندرك السبب الحقيقي وراء تلك المشاعر، في الحقيقة أن الكثير من هذه المشاعر متجذرة في أعماق طفولتنا، حيث تشكلت نتيجة لبعض التجارب التي قد تكون أثرت علينا دون أن نعي ذلك، ولفهم تلك الجوانب الخفية، لابد أن نغوص في أعماق النفس البشرية، لنكتشف كيف يمكننا الشفاء من جراح الماضي لبناء علاقة أقوى وأكثر صحة مع أنفسنا ومع المحيطين بنا، ونستكشف كيف يمكن للطفل الذي في بداخلنا أن نحبه، هذا الطفل هو الجزء العاطفي والحساس داخلنا، والذي يعكس تجارب ومشاعر وذكريات الطفولة والأحاسيس المرتبطة بها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإذا كانت التجارب سلبية، فإنها قد تترك جراحاً عميقة تؤثر على سلوكنا وعلاقاتنا الحالية.

فالكثير من المشكلات النفسية والسلوكية التي نواجهها في حياتنا تنبع من جراح الطفولة التي لم تُعالج، ويتطلب الشفاء منها قبولها والإعتراف بها، فلا يوجد سلام خارجي دون وجود سلام داخلي، وللوصول لذلك لابد من التواصل مع ذاتك الداخلية من خلال الكتابة أو التحدث معها، لإعادة بناء علاقة إيجابية معها والتخلص من المشاعر السلبية المرتبطة بالماضي، فتعزيز الحب والتعاطف مع الذات يتطلب تغيير النظرة الذاتية للنفس، في محاولة للتحرر من الأنماط السلوكية والعاطفية السلبية التي تشكلت نتيجة لتجارب الطفولة المؤلمة، فمواجهة تلك المخاوف يعزز من قدرتنا على التعامل مع التحديات بشكل أكثر إيجابية، فالتواصل مع "طفلك الداخلي" سيشكل لك رؤية مبسطة لكيفية فهم ذاتك والشفاء من جراح الماضي، حيث يمكننا بناء علاقة أكثر صحة وسلامة مع أنفسنا، مما ينعكس إيجابياً على حياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وختاماً فليحاول كل منا استكشاف هذه الرحلة الشخصية في محاولة لاستعادة كل منا لتوازنه النفسي والعاطفي.

أقرأ أيضا: مدبولي يعتذر للسعوديين عن «نقل البيروقراطية من مصر إلى المملكة

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟