يبدو أن المهندس كريم بدوي ، يريد هدم المعبد الذي بناه سلفه طارق الملا ، محركاً الرمال ومغيراً المياه الراكدة ، مؤمناً بأنه لا بقاء لرئيس شركة مكانه أكثر من أربع سنوات .

الخطوات الإصلاحية بدأت بالإدارات الفنية ، وهذا ما نادينا به كثيراً ، القطاع في حاجة لمجلس حرب تحرك عجلة الإنتاج ، حاجة الى اشخاص يفكرون خارج الصندوق ، لا جدوى من حبس العقول على كراسي الشركات أكثر من ذلك ، من يستحق القيادة يجب الدفع به ، لا داعي لابعاد اصحاب العقول ولا خوف منهم فهم رأس الحربة التي تقاتل بها .

أتذكر المهندس محمد الشيمي ، الذي عانى من حرب ضروس طيلة العشر سنوات الأخيرة ، فقد ظل اكثر من اربع سنوات رئيساً لشركة بتروجت ، اعلى مكانتها ورفع رايتها ، وغزت الشركة كل الانحاء ، ووصلت مشروعاتها لكل البلدان ، وعندما اصبحت عسلاً سائغاً ، اصدر الوزير قراراً بإقصاءه ، لم يكن القرار تغييراً بل إقصاء ، حتى المبنى الذي دشنه وجعله واجهة مشرفة للشركة ، منعه من دخوله ، وفي اول يوم لافتتاحه اصدر قراره بإبعاده ، بل وافرط فى الانتقام عندما رفع اسمه من على اللوحة التذكارية للشركة التي تخلد اسمه مثل غيره من الذين ينجزون ويبنون ، وامعاناً فى الانتقام تم نقله لديوان الوزارة بدون عمل لمدة ستة اشهر ، بعدها تم نقل المهندس الشيمي لشركة جنوب الوادي القابضة للبترول ، وسرعان ما تم رفع الإنتاج لاكثر من ‎%‎33 ، لكن ذلك لم يستسيغوه ، فنقوله لشركة صان مصر ليكمل ما تبقى له من خدمته الوظيفية .

محمد الشيمي كان في مكان يذهب اليه يعمل كما لو انه لم يكن يعمل من قبل ، وهذا لم يعجب الوزير السابق ، والذي كان يرى محمد الشيمي منافساً له وهو الذي سيسرق منه كرسي الوزارة ، وسبحان الله ، فى اليوم الذي ودع هو فيه الكرسي ، جاء الشيمي ليكون وزيراً فى الحكومة الجديدة .

تذكرت ذلك وانا ارى المهندس كريم بدوي يدفع بالشطار الى القيادة ، وانا اراه يبحث عن وسائل انقاذ للقطاع من ابناءه ، دون خوف من احد ولا عمل حساب لشيء سوى للعمل .

كل التوفيق للجميع ، وان شاء الله قيادات القطاع قادرن على رفعته ، هم يعملون الآن دون ضغوط ودون خوف ودون تهديد ، والنتائج ستكون مبشرة ، ما على الوزير الا ان يغير في بقية الشركات ، وخاصةً من امضوا اكثر من 4 سنوات ، والسلام .

#سقراط