الكاتب : سقراط |
04:55 pm 23/09/2024
| 3695
لا شك أن المهندس كريم بدوي يحاول جاهداً أن يقدم شيء جديد يدفع به عجلة الإنتاج داخل القطاع ، وهو يأمل على الثروة البشرية الحقيقية الموجودة بكافة الشركات ، لذا تراه يتحدث كثيراً عن العاملين والمورد البشري والأمن والسلامة والمرأة والشباب ، وكل ما يمت للعامل سواءً كان كبيراً او صغيراً بصلة ، تجده حاضراً في تصريحات الوزير ولغته وتوجهه الذي فهمه قطاع الإعلام فى الوزارة ، فبات يكتب وكأن الوزير قال فعلاً كل ما قيل ، وهذا جهد مشكور ونتمنى أن تنجح عمليات الدفع والتغيير والحركات فى ان يكون لها مردود إيجابي الأيام القادمة .
إجتماع اليوم وهو بيت القصيد ، جمع الوزير فيه قيادات القطاع جميعهم في قاعة كبرى بالشركة القابضة للغازات الطبيعية ، ظننت ان الاجتماع سيسفر عن قرارات وليس مجرد توجيهات او ما يشبه النصائح ، ويبدو أن "الإجتماع يبان من عنوانه"، مثله مثل الجواب الذي تتلقاه ، فإما من حبيب فأنت تعرف ما فيه من بشرى ، وإما مسجل بعلم الوصول او استدعاء من محمكة ، وشتان بين الإثنين .
عنوان الإجتماع اليوم هو الطاولة الأولى والثانية والثالثة ، فالوزير أجلس فى الصف الأول كل قيادات الوزارة ، بلا استثناء ، وخلفهم فى المدرج الثاني نواب الهيئة رؤوساء القوابض ، ثم فى المدرج الثالث نواب القوابض ، وفى المؤخرة رؤوساء الشركات المعنيين بالإجتماع ، وإن ذلك ليذكرني بالشاعر دعبس عندما قال :
إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا.
وهذا ما حدث ، فيبدو أن الوزير لم يرى المعنيين بالاجتماع ، حتى ان الرد على بعض القيادات الذين تكلموا جاء نمطياً ، هؤلاء لديهم مشاكل حقيقية فلماذا لا يتم الاستماع اليهم وحل مشاكلهم فوراً !
المهم وجدنا رؤوساء اكبر الشركات فى اخر الصفوف ، وإن لم يكن هناك تقدير وتبجيل واحترام للوظيفة وقوة الشركة فعلى الاقل للسن ، ولا يعقل ان نضرب البروتوكول في مقتل ويجلس الكبار فى الخلف والصغار فى المقدمة .
وإذا كان الوزير يريد بالفعل نقلة نوعية في القطاع واشعال روح المقاومة لدى رؤوساء الشركات واعطائهم دفعه واعادة حقوقهم وكرامتهم المسلوبة منذ سنوات اليهم ، فيجب ان يكونوا فى المقدمة ، لا لشيء الا لانهم هم العصا التي تبتلع حيات فرعون التي صنعها من سبقه ، وهم الاداة التي تقوي الوزارة والقوابض وكل الوظائف الاستشارية ، بل وهي التي تدفع رواتب وبدلات وعضويات وسيارات من يجلسون على المكاتب بدعوى انهم مسئولين ، رؤوساء الشركات يا سيادة الوزير هم الاحق بأن يجلسوا فى المقدمة ، وما عداهم يستمع منهم لأنهم الاحدر والاقدر والاهم ، لكن ما حدث اليوم لا ينبىء الا عن استمرار على ذات المنهج ، وهذا مالا نريده للوزير الجديد ولا نأمله منه ، لأنه قادم من بلاد يخدم فيها من يتولى ارفع واعلى منصب نفسه بنفسه ، فلا تجد له خادم ولا حارس ولا موكب .
ثم إن هذا الاجتماع تمت الدعوة اليه للاستماع للقيادات والذين هم رؤوساء الشركات ، فمن الذي تكلم ؟، يعني اظن ان القاعة كان بها اكثر من مائة رئيس شركة ، فهل تكلم منهم خمسة او عشرة ، لا اظن ، وهنا اقول : لماذا لم يطلب الوزير منهم ان يتكلموا وان يعرضوا مشاكلهم الحقيقية ، مشاكلهم المختبئة تحت ستار لو رفعه احدهم لاستبعد ولخسفت الوزارة به سابع أرض .
يا سيادة الوزير ، لازلنا نأمل فيك الكثير ، وارجو ان يعاد الاجتماع ثانية وتكون الغلبة والتقدم والجلوس فى الصف الاول لرؤوساء الشركات ، وما عدا ذلك فلن تسفر الاجتماعات عن شيء ، والسلام .
#سقراط