الكاتب : سقراط |
03:47 am 30/09/2024
| 4062
من اصعب ما يواجهه المهتم بالشأن العام او من يكتب عن الشخصيات العامة هو توجيه النقد البناء لهم لأن ذلك يتطلب ارضية واسعة من المعلومات وتفنيد القرارات ومعرفة خلفياتها بدقة، وهي عملية غاية في الصعوبة . بينما تأتي عملية الهدم والتشهير من اسهل الوسائل واسرعها انتشاراً لإعتمادها علي الشائعات وفرقعات الاخبار الكاذبة التي تستهوي الناس وتلوكها السنة الجهلاء .
ويبدو المحاسب حسام التوني بين هذا وذاك لما يتعرض له من نقد وكذلك التشهير . من الصعب ان توجه نقداً للرجل بدون ان يكون لديك خلفية ادارية وقانونية متينه تتيح مجاراته والحكم علي ما يقوم عليه من عمل او يتخذه من اجراءات . بينما يظل التشهير الذي يتعرض له يعتمد علي بعض المعلومات والصور المبهمة التي لا تعرف لها اساس ولا مصدر . ومنصب الرجل بلا شك به اغراءت التشهير لدي كثير من المتطلعين او المتنطعين علي السواء . ولكنه تخرج في مدرسة عتيدة اعطته خبرة التعامل مع المواقف وخيارات مواجهة امواج الشائعات . ربما هو من القلائل الذين اعتمدوا اسلوب القرار الجماعي وهو منهج صعب للغاية لا يستطيعه الا من يملكون النظرة الشاملة ومنفذي الاستراتيجيات . لذلك تجد كثير من تعليمات الهيئة تحوي على اكثر من توقيع نيابات اخرى بجانبه . لا منصبه وهو منصب جاف بطبعه ولا شخصيته تتيح له اقامة علاقات الود والمحبة على اطلاقها، فهذا النوع من العلاقات يسمي (بالمحبة الضارة) حيث تظهر فيها التفرقة بين الناس بتأثير العلاقات الشخصية وهو ما يفرغ العدل المطلوب من مضمونه .
لذلك فمن الصعوبة ان تظل على نقدك طوال الوقت او مدحك على طول الخط لما يتخذه من قرارات .
نوعية العمل الاداري ترتبط بمصالح الناس الشخصية علي اختلافها وعمق تأثيرها ولن يستطيع احد مهما اوتي من قوة ان يرضي الجميع ، لذلك يكون الهجوم ضارياً في حالة المساس بها . الرجل يعمل في منطقة الست ياردات الحساسة امام المرمى، فهو اما يسجل فيكون دوره في تحقيق مصلحة الفريق بأكمله ، او يمنع هدف من تسلل او من خطأ، لذا تجده حذراً مترقباً علي الدوام .
منصبه بلا شك حساس وحوله الاعيب لا حصر لها وخاصة من هؤلاء الذين يشغلون مناصب في شركات فارغه من العمل او من هؤلاء الذين تم ازاحتهم بعيداً عن الصورة رحمة بالبلاد والعباد . عليه ان يكون متيقظاً لهم ، وعلي نفس النهج فالشركات ذات الاعداد الكبيرة بها من المشاكل والحالات ما قد يصيب من يتابعها بالكلل والمرض .
ربما نكون أيضاً قسونا عليه ببعض النقد ولكنه يظل مجرد صدي لمطالب البعض ليس الا او محاولة لأكمال خطوط الصورة لدينا ، اما حملات التشهير والهدم فهذا موقف الجهلاء يربأ قلمنا عنه. حسام التوني شأنه شأن كل نواب ادارية الهيئة هذا الصرح العتيد يبقي حكاية طويلة من المواقف والتصرفات تعجب البعض وتغضب الاخر ، و في النهاية لا يصح الا الصحيح . والسلام ،،
#سقراط