للاعلان

Sun,06 Oct 2024

عثمان علام

مروه عطيه تكتب عن حرب أكتوبر... الحلقة الرابعة

مروه عطيه تكتب عن حرب أكتوبر... الحلقة الرابعة

02:02 pm 06/10/2024

| رأي المستقبل البترولي

| 224


أقرأ أيضا: بالصور: رئيس هيئة البترول يتفقد شركة النصر للبترول


حرب أكتوبر 1973
 
في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من مساء يوم السادس من أكتوبر/ الموافق 10 رمضان من عام 1393 هجرية، ( الساعة 1400 بالتوقيت العسكري)، اندفعت القوات الجوية المصرية والسورية في لحظة واحدة، بتنسيق عسكري وتضامن كاملين، لمهاجمة الأهداف الإسرائيلية في الاراضي المحتلة، شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، فيما يعرف بال( الضربة الجوية)، والتي أسفرت عن تضرر الأهداف المقصودة، وتحقيق أهداف الضربة بنسبة حوالي 95 بالمائة، وقد شاركت 220 طائرة حربية مصرية في الضربة، بقيادة قائد القوات الجوية المصرية آنئذ اللواء " محمد حسني مبارك ".
سارت الحرب على الجبهة المصرية وفقا للخطة العسكرية التي تولي وضعها قادة القوات المصرية في تلك المرحلة، وهم الرئيس " محمد أنور السادات"، رئيس مصر والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشير" أحمد اسماعيل" وزير الحربية، والفريق " سعد الدين الشاذلي" رئيس الأركان، والفريق " عبد الغني الجمسي" رئيس هيئة العمليات، و" محمد حسني مبارك" قائد القوات الجوية .
كان للحرب على الجبهة المصرية هدف واحد وهو استعادة الأراضي المصرية التي استولت عليها اسرائيل يوم 5 يونيو 1967م، وقد نفذت الضربة الجوية الأولي على عدة أهداف، منها تجمعات الافراد ومخازن الذخيرة وخلافه، وحلقت الطائرات المصرية على ارتفاعات منخفضة جدا، وقد سطر احد عشر شهيدا مصريا أسماءهم في ملحمة الشرف في الضربة الأولي، ثم بدأت المدفعية في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية على الضفة الشرقية للقناة، وكانت تلك التغطية المدفعية مهمة لبدء عمليات العبور لقناة السويس، وهي المهمة التي انتهت في الساعة السادسة والنصف مساء بعبور قوة مصرية من ثلاثين الف جندي، وبقيادة ألفي ضابط إلي الضفة الشرقية للقناة، لتبدأ المعارك المباشرة مع القوات الإسرائيلية المتمركزة هناك !
...
كانت الحرب مفاجأة لإسرائيل بمعني الكلمة، فقد سبقتها خطة خداع استراتيجي كامل، مهدت لفكرة عدم استعداد مصر أو نيتها لخوض الحرب على الإطلاق، كما أن التوقيت الذي تم اختياره كان صادما من الناحيتين، إذ كان المصريون في صيام شهر رمضان المبارك، ولا يتوقع أحد أن يدخلوا معركة وهم في تلك الحالة، أما على الطرف الآخر فكان الإسرائيليون يحتفلون بيوم الغفران ( كيبور)، وليسوا مستعدين إطلاقا لحرب أو معركة من أي نوع .
لعب عنصر المفاجأة دوره في تحقيق مصر لأهدافها على الجبهة الجنوبية من الحرب، بينما كان الوضع مختلفا على الجبهة السورية الشمالية، وفي صباح يوم 7 أكتوبر كانت كافة القوات المحددة تم أتمت عبورها للقناة، ولكن إسرائيل ابتعلت المفاجأة وبدأت هجومها المضاد يوم 8 أكتوبر، ونفذت هجمات على الفرق 18 مشاة والفرقة 2 مشاة ولواء مدرع من الفرقة 16 مشاة، غير أن القوات المصرية تصدت لكل تلك الهجمات وردتها بنجاح .
ومع احتدام المعارك بدأ تدخل الولايات المتحدة التي وقفت من اللحظة الاولي بجانب إسرائيل بكل مواردها وطاقاتها، وزودتها بالسلاح والذخيرة والمتطوعين، في الوقت الذي تقاعس فيه الاتحاد السوفيتي عن تقديم كل كميات الأسلحة التي طلبتها مصر، ومع تزايد الضغوط قبلت مصر بوقف إطلاق النار يوم 22 اكتوبر 1973م .
وبرغم ذلك حاولت إسرائيل تعديل ميزان الحرب لصالحها، وأقدمت على محاولة احتلال مدينة السويس المصرية، فقامت بتطويقها يومي 22 و23 أكتوبر، ثم أتمت حصارها يوم 24 أكتوبر وحاولت اقتحامها، إلا أن شعب المدينة هب مع القوي العسكرية الموجودة في المدينة وقوات الشرطة يقاومون ببسالة وشراسة، ولحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة، مما اجبرها على الانسحاب، فأصبحت تلك المعركة فخرا للسويس وأهلها، وعيدا قوميا للمدينة الباسلة الشجاعة .
مجبرة قبلت إسرائيل قرار وقف إطلاق النار الثاني يوم 24 أكتوبر، لتبدا مرحلة طويلة من المباحثات والمفاوضات العسكرية، التي مهدت فيما بعد لمفاوضات شاملة، انتهت بعقد اتفاقية السلام المصرية/ الإسرائيلية عام 1978م.
حملت حرب اكتوبر علامات مشرقة، وسطرت أسماء رجال حفرت اسماءهم في سجلات الخلود، ويستحق بعضهم إفراد الصفحات الكاملة له وحده، ومن هؤلاء اللواء " باقي زكي يوسف"، قائد فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني، وصاحب فكرة استخدام قوة ضغط المياه لتحطيم الساتر الترابي، الذي كانت التقديرات العسكرية الغربية تشير إلي أن أي نوع من الاسلحة لن يكون مجديا في التغلب عليه، غير أن الرجل المصري الاصيل استفاد من مخزون الخبرة العالية والأداء المشرف باقل الإمكانيات، والتي استمدها  من اجداده المصريين جيلا بعد جيل، محولا خراطيم الماء إلي سلاح حربي قاهر، لم يفكر فيه أو يتخيله أحد !
كل المجد والخلود لشهدائنا وأبطالنا ورجالنا البواسل الشرفاء الخالدين، أبطال ملحمة العبور العظيم .
 
مصادر المقال :
1- موقف وزارة الدفاع المصرية : وثائق حرب أكتوبر 1973م ( أسرار الحرب )
https://www.mod.gov.eg/ModWebSite/Documents.aspx
2- نصر أكتوبر 1973.. خبراء استراتيجيون: غير مفاهيم كثيرة فى الاستراتيجيات العسكرية بالعالم .
https://www.youm7.com/story/2024/10/4/%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1-1973-%D8%AE%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%AA/6729638
3- الهيئة العامة للاستعلامات : بيانات الحرب .
https://sis.gov.eg/Story/264084/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8?lang=ar
4- حرب اكتوبر : موقع المجموعة (  73 ) مؤرخين :
https://group73historians.com/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1

أقرأ أيضا: عليم يستقبل مستشار رئيس الامارات والامين العام لمجلس الدعوة والاغاثة

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟