للاعلان

Thu,10 Oct 2024

عثمان علام

عثمان علام يكتب: ماذا يريد المتحدث ؟

عثمان علام يكتب: ماذا يريد المتحدث ؟
عثمان علام

09:01 pm 10/10/2024

| رأي المستقبل البترولي

| 1390


أقرأ أيضا: د أشرف المحروقي يكتب: الساسة والسادة


ذكرتني بيانات وزارة البترول والثروة المعدنية هذه الأيام بفيلم رسالة إلى الوالي وهو فيلم كوميدي مصري تم إنتاجه عام 1998، من بطولة عادل إمام ويسرا وعلاء ولي الدين وعلاء مرسي، ومن تأليف بسام إسماعيل وإخراج نادر جلال ، الفيلم كان به مشهد عبقري عندما امتطى عادل إمام فرسه وانتقل من زمن الى زمن أخر وهو يتسأل بغرابة بعد أن رأى منظر السيارات وكأنها عفاريت تسير على الأرض ، قائلاً : لما أحب اوصل رسالة اكلم مين هنا .

 

الأمر تماماً هو ما يحدث منذ أن جاء المهندس كريم بدوي وزيراً للبترول رغم كونه يؤمن بالتخصص والخبرة والكفاءة المهنية ، وأصدر قراره بتعيين المهندس معتز عاطف متحدثاً رسمياً لوزارة البترول والذي يتطلب خبرات مهنية وحضور إعلامي قد لا يتوافر لدي كثير من الفنيين الاكفاء وهذا بالإضافة الي تكليفه بمسئولية المكتب الفني التي تتطلب منه التركيز علي الملفات الفنية والتحديات التي تواجه وزارة البترول بدلا من التطرق الي الأمور الإدارية وتقزيم دور الإعلام السلطة الرابعة ونبض الشارع المصري، وهو بديلاً للمخضرم حمدي عبدالعزيز الذي أمضى بالقطاع أكثر من 40 عاماً داخل أروقة القطاع .


ومنذ هذا التاريخ لم نرى معتز عاطف متحدثاً او متكلماً او متفوهاً او ناطقاً او حتى متلعثماً بكلمة واحدة عن أي شيء ، لا فضائياً ولا أرضياً ولا صحفياً ولا إعلامياً ولا حتى فيسبوكياً ، بل رأينا أمس الأول كيف أن الوزارة تمخضت بكل أركانها وانجبت بياناً تقول في مضمونه انه لا يجب نشر الشائعات وأنه لابد من الرجوع الى المتحدث الرسمي في كل كبيرة وصغيرة ، وبما أننا اطلعنا على القرار ونشرناه فالمهندس معتز أحمد عاطف هو المتحدث ، واعترف انني اعرفه جيداً وأعرف اسرته المحترمة ، لكن اجزم أن الجمع الغفير من الصحفيين لا يعرفونه معرفةً جيدة ولا رد على هاتف واحد منهم ، فكيف لكل هؤلاء أن يرجعوا اليه في كل كبيرة وصغيرة ، متبعاً بذلك سياسة تمكين المقربين لتشكيل لوبي جديد يدير كل شيء ، مستقياً معلوماته من أشخاص قريبين منه لديهم أجندات خاصة للإنتقام وتصفية الحسابات مع بعض القيادات وليس الصحفيين فقط .


ثم إن القرار في مفهومه الصحيح ينص على أن معتز أحمد عاطف مسئولاً عن المكتب الفني ومتحدثاً إعلامياً ، وهذا يعني أنه مكلف بالرد فنياً على التقارير أو على ما يثار ويناقش على الفضائيات او داخل اجهزة الدولة المرتبطة بقطاع البترول ، ولم تسمى الوزارة مسئولاً عن الصحافة ، واعتبرت البيانات التي تسوقها عبر موقعها او صفحة الفيس بوك مصدراً يستقي منه قطيع الصحفيين معلوماته ، وهو أمر لا يستقيم مع المهنة التي تتطلب تحرراً ودينميكة في عملها ، فالوتيرة سريعة ولا يمكن أن يرجع كل صحفي للمسئول في كل ما يكتب ، وإلا تحول لمجرد عرضحلجي يكتب ما يملى عليه ، واعتقد ان ايدلوجية الصحفيين تتنافى مع ذلك .

 

حتى الفيس بوك الذي يعانون منه ومما ينشر عليه معتبرين ان كل ما يسوقه سباً وبوقاً للتجاوز ، هم يستخدمونه كوسيلة لنشر البيانات المجملة فقط ، وهذا يعني انهم ينكرون على غيرهم ما يستسيغونه لأنفسهم .


ومنذ أكثر من عشرين سنة ، وانا امارس عملي في قطاع البترول ، وهناك من هم اقدم واجدر مني زملاء فى المهنة ، امثال الاساتذة : اسامه شحاته واسامه داود ومحمود السيوفي وعادل البهنساوي وغيرهم ، اقلهم قضى عشرون سنة داخل القطاع ، ولم نرى مثل ما يحدث الآن ، كنا نرجع للاستاذ حمدي عبدالعزيز في كل كبيرة وصغيرة ولم نراه يوماً يتحدث من وراء حجاب او يصدر تعليمات ثم يختفي عن الوجود ، كان يتحدث للصحافة والإعلام والمواقع مؤمناً برسالة الإعلام والدور الذي يقوم به .

 

وللأسف الشديد وجدنا خلال الأيام القليلة الماضية قرارات وإجراءات أقل ما توصف به انها تعسفيه ، وهذا ليس وقت مناقشتها او طرحها ، فلكل حادث حديث ، كلها تكبل وتعطل الإعلام عن اداء رسالته ومهمته المكتسبة بنص الدستور والقانون ، وزارة تكتب لنفسها وتتحدث مع نفسها وتخاطب نفسها ولا تريد من يناقشها في بياناتها وأرقامها، بل وتريد ان تصنع مراكز قوى بحجة ان هناك من يتجاوز ، وحتى التغلب على التجاوز لا يتم بذلك بل يتم من خلال قنوات شرعية وحوار جاد وهادف يعيد الأمور لمسارها الصحيح .

 

وللأسف للمرة العاشرة ، يحدث ذلك فى الوقت الذي اكد ويؤكد فيه الوزير على دور الإعلام والصحافة ، وكأن هذا الكلام كان للاستهلاك المحلي فقط .

 

لقد مضى علينا جميعاً العديد من السادة الوزراء المحترمون منذ: عبدالهادي قنديل وحمدي البنبي وسامح فهمي ومحمود لطيف وعبدالله غراب وأسامه كمال وشريف هداره وشريف إسماعيل وطارق الملا ، ورحل الجميع عن المشهد ، منهم من قضى نحبه موتاً ، ومنم من غادر كما يغادر الجميع ، وبقى الصحفيون وبقي التاريخ معاً ، وإذا كانت هناك خطة لدى المتحدث ، فالأيام كفيلة لكشفها والأيام كفيلة لتغييرها فلا شيء يدوم على حال ، واذكركم جميعاً بأن الطليان عندما احتلوا ليبياً والقوا القبض على عمر المختار بعد عشرين سنةً من الجهاد ، سأله حاكم ليبيا : هل كنت تأمل بالقليل الذي لديك ان تطردنا من ليبيا؟ فرد عليه قائلاً : حاربناكم وذلك يكفي ، واعلم ان قراراتك كانت تتدلى دائما أمامنا يا سيد معتز ، إفعل ماتشاء ، وإذا كنت تنوي حرباً فلتكن ، وحتى لو انعدمت الوسائل سنكتب على ظهورنا وبطوننا وفوق جباهنا . وقبل ان تفكر فى الحرب اعلم انك لو حاربت جيلاً فعليك ان تستعد لمحاربة الأجيال التي تليه ، وكما قال نابليون بونابرت مقولته التاريخية " أن قوة أربعة اقلام اقوي وأعتى من مائة حُسام "سيف"…والحديث مستمر .

أقرأ أيضا: أنباء عن ترشيح قيادة سابقة لمنصب مساعد الوزير للمالية

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟