للاعلان

Sun,19 May 2024

عثمان علام

اصنعوا الأمل في بيئة العمل.

اصنعوا الأمل في بيئة العمل.

الكاتب : عثمان علام |

12:18 am 22/12/2016

| رأي

| 2202


أقرأ أيضا: شخصيات…جبران ونضال العمال

بيئة العمل أضحت كوعورة الجبل تحتاج إلى مجهود شاق ونفس طويل للتسلق والوصول إلى الهدف، فيومياً أسمع شكاوى من المتابعين والمحيطين عن فساد بيئة عملهم حتى أنه يكاد لا يخلو يوم من أنين شاكى أو ضجر عامل. من المسئول لتنتشر فى أماكن العمل المنفرات حد الإمتلاء فلا يطيب للغالبية شد الرحال والعزم على التطوير والإبداع والإنتاج؟! هل فساد بيئة العمل مرتبط فقط بأداء وتعليمات الرؤساء والوزراء والمدراء؟ أليس الموظف والعامل مسئول عن خلق بعض من هذا التشويش ومشارك فى العبث بالطاقات الروحية والصحة النفسية والذهنية لنفسه ولمن حوله؟ ألسنا منظومة مكونة من أفراد هم نحن جميعا؟ الإنسان بطبعه يميل إلى الاستسهال، يلقى باللوم على أى مبرر وأى شخص غير نفسه كما لو أنها الوحيدة المعصومة. فالوزير فى نظرك مؤذي، ورئيس الشركة تراه بخيل، ومديرك مفتري أو جبان يبحث عن مصلحته، وزميلك منافق يشترى اللحم للمدير ويبيعك أنت عظم. أليس كذلك؟!!
ينبغى أن تكون صادقاً مع نفسك أولا أيها الزميل وتجيب: كم من بركة فقدتها بإستحلال مال حرام فقلت مبلغ بسيط؟ كم من مماطلة ارتكبتها لتعرقل خدمة لعميل كى تبتزه؟ كم من حيلة لجأت إليها لتنافق مدير حتى تحظى بوده وتقديره؟ كم مرة قدمت عملاً مفبركاً لتنال حافزا لا تستحقه حتى تتضخم أرصدتك التى لا تشبع أبدا؟ كم من الوقت أضعته فى مراقبة زميل وتتبع شئونه الشخصية؟ كم من ساعات قضيتها تغتاب زميلة لأنه لا يعجبك لون شعرها؟ كم وشاية وشيت بها وكم جلسة نميمة حضرتها؟ كم أضمرت فى نفسك من كره وغيرة وحقد لمن حولك لأنهم أنقى منك سريرة وأنظف يدا وأفضل عملا وأشجع قولا؟ بينما أنت فى الحقيقة حبيس الخوف، ضعيف المنطق، محدود القدرات. أوحى إليك ذهنك المريض أن في تدميرهم انتصارا لك!!

كن صادقاً مع نفسك لا معنا، فلسنا المعنيين بتقييم سلامة قلبك وحسن مقصدك إنما الله رب العالمين. ألستُ مسئولا؟ ألم يضحى مكان عملك كمصحة نفسية علاجية تطغى على كل أحاديثها الحواديت الشخصية والمشاكل الأسرية كالقروض وأقساط الشاليهات ومصاريف الأولاد وخناقات الجيران وزواج وطلاق الزملاء؟ من اشترك فى صنع هذا الجو الملغم بالتفاهات والمنغصات سوى أنت؟! لا الوزير ولا المدير سيقف على رأس كل موظف لكي يقل خيرا ويحسن صنعا وينتج مخلصا. نعم هناك بعض التجاوزات والمحاباة والمجاملات من قلة، لكن الظروف الإقتصادية والمالية ليست حجة للإهمال ومبرر للتجاوز. الأعباء والإلتزامات قد تضيق الخناق عليك لكنك تضاعف الخنقة بالإنشغال عن الهدف الأساسي من العمل، وبدلاً من أن تساهم فى قفزة إنتاجية أو وفرة مالية تساهم فى خلق عبء على هؤلاء المخلصين المجتهدين الذين لا يزالوا يثابرون فى عملهم ويتقون ربهم، لا يشغلهم شاغل إلا الإنتاج والتنمية والنجاح ارضاءا لله وللضمير رغم ضعف دخولهم لأن لديهم قدر من القناعة والرضا. أيها الكبار والصغار، نحن فى حال نحتاج فيه إلى تركيز وإتحاد، زمن يحتاج أن نصنع فيه الأمل بإيدينا، فاصنعوا الأمل فى بيئة العمل ولا تبخلوا على أنفسكم بجني الثمار.

أقرأ أيضا: الملا يبحث مع السفير التشيلى بالقاهرة و رئيس شركة إيناب سيبترول التشيلية أنشطة الشركة في مصر

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟