الجمعة 01 نوفمبر 2024 الموافق 29 ربيع الثاني 1446

د سلوى عمر تكتب: قطار الانتظار الذي لا يتوقف

5
المستقبل اليوم

تتوالي الأيام ونحن في انتظار القادم. 

نحن في حالة من الانتظار الدائم.. منذ نعومة أظافرنا ونحن في انتظار.. انتظار اهلنا وذوينا في ان نلتحق بمدرسة قوية من الناحية التعليمية والتربوية ..ننتظر الامتحانات لننتقل من سنة دراسية تلو الآخري لننهي مرحلة الدراسة.

ثم نترقب دخول الجامعة وننتظر التنسيق ونتتوق لدخول كلية معينة ونظل نحلم بالالتحاق بها.

ويتوالي انتظار الامتحانات والنتائج. نشتاق لحلم التخرج والخروج للحياة العملية. 

وأخيراً يتحقق حلمنا في التخرج، الحلم الذي كان نصب اعيننا طيلة أربعة عشر عاما دراسيا .

ثم ندخل في مرحلة جديدة من انتظار الوظيفة المناسبة والدخول في بيئة العمل..انتظار التعيين..ثم انتظار التثبيت في الوظيفة..وبعد ذلك انتظار الترقية..ثم ندخل بعد ذلك في مرحلة مختلفة من الانتظار، الا وهي الترقب وانتظار المعاش، او في كثير من الأحيان انتظار المعاش المبكر..نشتاق وننتظر بعدم الارتباط بالروتين والضغط النفسي للحياة الوظيفية وانتظار الاستمتاع بحياة بعيدة عن الضغط النفسي للوظيفة.

انتظار تلو انتظار وكل انتظار منهم يحمل في طياته قلق وترقب...ناهيك عن الانتظار في الحياة اليومية، انتظار في طوابير لقضاء مصالح حكومية..انتظار في السيارة في الطرق المكتظة بالزحام. 

ويصاحب كافة تلك الانتظارات قلق وتوتر وحمل ثقل الخوف من النتيجة..ونكتشف ان جزء لا بأس به من حياتنا يضيع في ذلك الانتظار والقلق. 

ولكننا في النهاية يجب ان نكون علي يقين تام ان كل شيء يأتي في الوقت المناسب وان اختيار الله هو الأفضل دائماً، وليس بالضرورة ان الشييء الذي طال انتظارك له يسعدك 

فليهدا بالنا ولنتوقف عن القلق، ونثق في تدابير الله والتي دوما وعلي طول الخط تكون هي الأفضل...فالخيرة دائماً و ابدا فيما اختاره الله..ولن يمنحنا الانتظار اكثر مما قدر لنا....فالحمد لله دائماً وأبدا




تم نسخ الرابط