للاعلان

Thu,09 May 2024

عثمان علام

الأنتخابات العمالية رؤى تقويمية لأصحابها

الأنتخابات العمالية رؤى تقويمية لأصحابها

الكاتب : عثمان علام |

06:19 am 04/05/2018

| رأي

| 1680


أقرأ أيضا: استهلاك مصر من الغاز الطبيعي يرتفع 300 مليون قدم مكعبة يوميا

د-احمد هندي:

تختلف الأنتخابات العمالية التى أجريت فى نوفمبر ٢٠٠٦ عن الأنتخابات العمالية مايو ٢٠١٨ فى صورتين هما:- 

الصورة الأولى: الأنتخابات العمالية هذه المرة بلا إيديولوجية سياسية، فلا توجد تيارات سياسية متنافسة فى الأنتخابات العمالية القادمة، نظرا لعدم وجود أحزاب سياسية عقب حل الحزب الوطنى وسقوط جماعة الإخوان الإرهابية ، على الرغم من ذلك هناك عناصر تتسلل من الطرفين لخوض الانتخابات المقبلة .

واجب علي العمال من البداية التعهد بإسقاط فلول الفساد والعناصر الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية الذين يحملون أجندات تخريبية فى صورة إصلاحية مزيفة ، التصويت لأعضاء جماعة الإخوان فى الأنتخابات العمالية خيانة للوطن ودماء الشهداء .

وتتميز الأنتخابات العمالية القادمة بوفرة الخبرة التراكمية لدى العمال ١٢ سنة خبرة سياسية واقتصادية متنوعة ، من نوفمبر ٢٠٠٦ حتى ١١ فبراير ٢٠١١ ، وحتى يونيو ٢٠١٢ فترة حكم المجلس العسكري ، وحتى ثورة يونيو ٢٠١٣ فترة حكم جماعة الإرهاب ، والفترة الانتقالية حتى يوليو ٢٠١٤، والفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى حتى ٢٠١٨ ، لتتطابق الدورة العمالية مع فترة الرئاسة الثانية للرئيس ٢٠١٨ - ٢٠٢٢ ، وبالتالى تعكس النتائج الانتخابية الثقافة العمالية من خلال خبرة ١٢ سنة مضت بحلوها ومرها  !!!

وتتميز الأنتخابات العمالية القادمة بشفافية الصناديق وحياد أجهزة الدولة ، ليترك الأمر برمته للعمال ليحكموا أنفسهم بأنفسهم، الوسيلة الصالحة الصندوق الانتخابى لمجتمع عمالى صالح ينتج مجالس صالحة ، العمال أن أحسنوا الأختيار فلهم وأن أساءوا فعليهم وزرهم، المجلس هو المرآة الحقيقية لثقافة العمال .

هناك مسافة كبيرة بين العقل والقلب فى الأختيار، حكم عقلك لأختيار عناصر لديها القدرة على العطاء !!!!!!! والعمل التمثيلى المشرف ( يا مشرفنا فى مكان )، القادر على بث الأمن والطمأنينة لدى العاملين، الملم بثقافة الرأسمالية الحرة فى ظل صعود الطبقات البرجوازية وأفقار الطبقة الوسطى التى وصلت إلى حافة الطبقات الفقيرة .

لقد اصبحنا فى مرحلة الرأسمالية الصريحة من خلال نموذج التحالف بين الحكومة والطبقات البرجوازية الثرية حتى انقسم المجتمع إلى عشوائيات هنا ومنتجعات هناك حتى داخل المجتمعات العمالية .

اختيار أعضاء مجالس الإدارات فى الأنتخابات العمالية القادمة مسئولية وأمانة كبرى فى أعناق العمال لأن مستقبلهم فى ظل الرأسمالية الصريحة مرتبط بحسن اختيارهم بعناية شديدة ، الأشخاص القادرين فى ظل هذا النظام على التركيز والدفاع عن المصالح الإقتصادية للعمال ، وتحسين شروط وظروف العمل فى ظل الرأسمالية المتوحشة ، إياك أن تختار من يبيعك فى سوق الرأسمالية ، العضو القوى خير واحب إلى الله من العضو الضعيف الذى يحمل اوزار عدم قدرته على تحمل الأمانة ( المستقبل )

- الصورة الثانية :- الفيس بوك ساحة المعركة الانتخابية..حيث يلعب موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك دورا بالغ الأهمية والخطورة فى الأنتخابات العمالية القادمة ، باعتباره مسرحا مفتوحا ومجتمع شبكى بلا سقف .

والفيس بوك هو الطريقة التي ابتدعها مارك الأمريكى كوسيلة اجتماعية للإتصال بين الأصدقاء والزملاء ، إلا أنه بمرور الوقت تحول هذا الموقع إلى منابر متنوعة ونشطة فى مجالات كثيرة بلا حدود أو قيود ، الفيس بوك مجتمع افتراضى !! 

عملية البحث فى المجتمع الافتراضى تستدعى تطبيق المنهج الأركيولوجى للفيلسوف الفرنسى ميشيل فوكو ، فك شفرة العالم الأفتراضى يعنى الحفر فى التربة للوصول إلى الأعماق .

فتجد أن هذا المجتمع الافتراضى ينقسم إلى مجموعة من المدونات فى صورة ، مدونات متنوعة الأهتمامات - مدونات سياسية - مدونات شخصية - مدونات ثقافية - مدونات دينية - مدونات اجتماعية - مدونات علمية وتكنولوجية ، ويستطيع أى شخص التواصل والمشاركة مع جميع المدونات من خلال حسابه الشخصى !! 

والملاحظ أن مواقع التواصل فى الشرق الأوسط تعكس ثقافة الشعوب الشرق أوسطية ..صفحات كثيرة تبرز ثقافة العدميون الذين لا يؤمنون بأى قيمة ويصدرون عن نزعات متشائمة تعكس احباطاتهم الشخصية ، أو فشلهم فى مجال الحياة مثل صفحات جماعة الإخوان الإرهابية ..وتلاحظ أن التعليقات على الصفحات سطحية لا تعكس أى ثقافة لصاحبها، شيوع ألفاظ السب والقذف، لغة الحدة فى الحوار ، والسخرية من كل شئ ، حتى أصبحت صفحات الفيس بوك للتنفيس عن الغيظ المكتوم أو الإحباط واليأس العميق ، كل ذلك فى صورة ثرثرة على الفيس بوك !!!! 

ونلاحظ أن كثرة عدد من أعلنوا عن نيتهم خوض الانتخابات العمالية القادمة بسبب الفيس بوك ، بل إن البعض منهم حول صفحته إلى صندوق انتخابى مزيف ، كمؤشر لمدى شعبيته من خلال عدد الاعجابات والتعليقات والمشاركات ، بل ومطالبة العمال بنشر صورته وتأييده عبر صفحة الفيس بوك .

ويتوهم البعض أن ما ينشر على صفحات الفيس بوك هو مؤشر أولى لنتائج الانتخابات وهذا حلم كاذب ، لأن الثقافة العامة لأعضاء المجتمع الافتراضى والتواصل تقوم على المجاملة والخداع ، مجتمع افتراضى وهمى لا يمت للواقع بصلة .

الشعبية الحقيقية داخل الصندوق الانتخابى لا صندوق الفيس بوك الذى هو مجرد وسيلة إعلامية لن تحول القرد إلى أسد .

الأنتخابات العمالية رؤى تقويمية لأصحابها العمال، إذا اختاروا مجالس إدارات قوية أو ضعيفة فى النهاية هذا هو اختيارهم .

أقرأ أيضا: الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟