ارفع علم وطنك، سواء بقى المنتخب يلعب أو خرج.. ارفع علم وطنك وافتخر به.. ارسمه على معصمك، ودع أطفالك يرسمونه على الخدود والقلوب.. فالمسألة ليست رهناً بالبقاء أو الرحيل عن كأس العالم.. الذين يرفعون أعلام أوطانهم لا يرتبطون بلحظة نصر عابرة.. العلم ينبغى أن يرفرف ويبقى مرفوعاً.. ليس فى الكرة وحدها وإنما فى كل ميادين الفن والعلم!.
فليست النتائج وحدها هى التى تلفت أنظارنا فى المونديال، ولا سقوط المنتخبات الكبرى فقط، إنما نتوقف منذ اللحظة الأولى لانطلاق المباريات أمام أعلام الدول.. كيف يرددون السلام الوطنى؟.. وأيضاً كيف يرسمون الأعلام على خدود الحسناوات والأطفال والرجال؟.. ولا يفوتنا أن نستمتع بخطط المدربين ومهارات اللاعبين، وتقديم البدلاء الأفضل من فوق دكة الاحتياط!.
وقد رأينا فى المونديال أعلام الدول جميعاً.. فلا توجد دولة تهمل علمها أو تحتقره.. ولا يوجد شعب يحتقر رمز الوطن أبداً.. حتى من له مشكلة سياسية مع حكام بلاده.. مثلاً خروج ألمانيا لا يجعل الألمان ينكسون الأعلام.. والبريطانيون الذين لا يطيقون تريزا ماى لا يكرهون علم بريطانيا نكاية فى «ماى».. هذه نقرة أخرى بالطبع.. فالعلم رمز للوطن وليس للحاكم!.
وبالتأكيد فإن لحظة رفع العلم فى أى لعبة، لا تحسب من العمر.. وأبطال مصر فى ألعاب القوى أكثر إحساساً بهذه اللحظة.. وقليلاً ما نرفع العلم فى كرة القدم، ومع هذا تأخذ كل اهتمام الدولة.. وهناك أبطال فى مجالات كثيرة لا يلقون الاهتمام المناسب.. هؤلاء يرفعون العلم ويكسبون الميداليات الذهبية.. وتخصص لهم الصحف مساحات داخلية.. فهناك فرق كبير هنا وهناك!.
أما «فكرة البديل» فقد لفتت نظرى بشدة.. وكانت سبباً أن أسرح عند كل تبديل فى الملعب.. فالمدرب يدخر أوراقاً «رابحة» فى يده.. ثم يُصدر لها القرار بالنزول فى الوقت المناسب.. وبعدها تتغير طبيعة الماتش.. يملأ البديل الملعب حيوية.. فجأة حدث ربط بين الرياضة والسياسة.. فلماذا لا يكون البديل بهذه القيمة؟.. ولماذا يكون أقل كفاءة؟.. لماذا يقوم بتسيير الأعمال؟!.
فالمفترض أن نستفيد من فلسفة كرة القدم، وخطط المدربين فى كأس العالم.. والمفترض أن يكون هناك بديل أكفا جاهز فوراً.. بمعنى أن يكون عندنا «بنك كفاءات».. ثم نختار بديلاً لكل وزير أو محافظ.. وعندما يتعثر هذا أو ذاك يكون عندنا «بديل جاهز».. إذا غاب محافظ حل مكانه محافظ آخر.. هل تعلم أن محافظة المنوفية تعمل بلا محافظ حتى الآن؟.. ألا يوجد بديل؟!.
ارفعوا علم مصر فى الفنون والعلوم، وليس فى الكرة وحدها.. ارفعوا العلم بغض النظر عن النصر أو الهزيمة.. فقد ودع الألمان المونديال وهم أبطال اللقب دون مناحة.. بالمناسبة كرة القدم فى ألمانيا ليست كل شىء هناك.. ولا ينبغى أن تكون كذلك فى مصر أبداً!.