الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447

كلمتين ونص...ولماذا تركتنا أيها الداهية محمد مصطفى

17
المستقبل اليوم

لا شك أن التاريخ سيسجل أنه كان هناك ذات يوم رجلاً داهية في قطاع البترول ، وأنه سيسجل أيضاً انه كان هناك رجلاً يمثل قاموساً في الشئون الإدارية ، وأنه كان هناك رجلاً يمثل قيمةً وقامة ، وأنه كان هناك رجلاً أكثر أدباً وخُلقاً وتواضعاً وعلما.

رجل يستحق أن تكتب عنه المعلقات وتسطر في حبه الأبيات ، وتفوح بذكره الكلمات ، فما من مكان عمل به إلا وكانت له ايادي بيضاء واضحة وناصعة فيه ، وما من بشرٍ ولا حجر شهده ذات يوم إلا وسيظل يذكره بعظيم الألفاظ..انه المحاسب محمد مصطفى مجرداً عن أي منصب رسمي ، أو اي دور سياسي ، لأن اكبر من أي كنية أو لقب أو منصب.

منذ زمنٍ بعيد عرفنا أن هناك رجلاً يقال له القاموس ، ما من مشكلة إلا ولها عنده حل ، ولما آن الأوان ورفع الستار ، جمعنا القدر به ، التقيناه رجلاً متصالحاً متصافحاً بالود والسلام ، غير مهمل ولا مضيع ، وغير حاسدٍ ولا حاقد ، وغير مفرطٍ ولا مبذر ، عمل بشركة بتروبل فكان له منها أساتذة وتلاميذ وأصدقاء، وعمل بهيئة البترول وإيجاس ، فكان حلالاً للعقد في وقتٍ كان الجالس على الكرسي كالجالس على قطعة من نار ، ولما أراد الله الخير بشركة ابسكو وبالعاملين فيها ، كان محمد مصطفى هو مبعوث السلام والإنجاز ، وطيلة 4 سنوات شهدت ابسكو ما لم تشهده في تاريخها كله ، ويكفي ان محمد مصطفى تركها شركة وليس غيره ممن يتركون الشركات أنقاض.

وإذا كان محمد مصطفى قد بلغ عامه الستون ، تاركاً كرسيه ، فإن تاريخه وبصماته ستظل ما ظل في مصر قطاع للبترول ، فهو ليس مجرد رئيس شركة خرج للمعاش ، لكن محمد مصطفى سيظل مصدر ورافد من روافد البترول وقاموس يُرجع اليه في كل اللوائح والقوانين .

تحية للاستاذ العظيم محمد مصطفى ، واعلم يا سيدي انك ستظل عزيزاً شقيقاً حبيباً اخاً لنا جميعاً ، فلن ننساك ولن ينساك كل مُحب لك !

 




تم نسخ الرابط