الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 الموافق 17 ربيع الأول 1447

صباح الخير يا عمليات

1034
المستقبل اليوم

صباح الخير على الرجالة الشقيانة، صباح الخير على كل من يرتدي الأفرول ويقف متابعًا منهمكًا في عمله ليؤمّن بلده ويكفيها شر الحاجة. صباح الخير على العقول الشابة وأصحاب الخبرة في المقار الرئيسية وهي تسعى وراء حلم زيادة الإنتاج وتناضل في الحفاظ عليه. هؤلاء هم القوة المحركة لهذا القطاع، وهم عقله وذراعه التي تغزل ثوب الستر والكفاية.

كان لنا صولات وجولات لإصدار حركة مديري العمليات، وكان لنا ما أردنا بعد انتظار طويل. خرجت للنور وهي تحمل أسماء لها خبرات عميقة وأخرى ما زالت في مقتبل العمر وأمامها المستقبل. لم يعد لنا طريق سوى أن نرى الجهد وننفض الخمول والكسل ونتجه بكل ما أوتينا من قوة وفكر إلى آبارنا القديمة والجديدة لنمنحها قبلة الحياة من جديد. لم يعد هناك بديل سوى العمل الشاق والجاد.

لم يعد مقبولًا أن نسمع مجددًا أن الشريك يعاند أي تقدم ولا يرغب في الإنفاق، فلا يوجد من هو على وجه الأرض يكره المكاسب. ولكن عليك أن تعرف كيف تعرض، وتوقيت العرض والدراسة الشاملة الفنية والاقتصادية، فكل ذلك هو ما يتحكم في قراره. لا يوجد استثمار بالإجبار أو بالصوت العالي أو بافتعال المشاكل أو التصلب في الرأي.

لم يعد مقبولًا أن يتدخل رؤساء الشركات في دقائق الأمور الفنية، ولكن عليهم التوجيه وانتظار النتائج وتقييمها، لأن وجود مدير العمليات هو عملية ضبط لوزن القرار. يجب أن تعود للعمليات قدرتها الفاعلة وإعادة التكلفة إلى نصابها الصحيح والمؤثر. وليس هذا بالكلام الإنشائي أو المرسل، ولكنه الحقيقة الدامغة التي لا تتغير.

لقد فقدت العمليات كثيرًا من قوتها وبريقها وقدرتها على اتخاذ القرار، وكان ذلك خطأ استراتيجيًا كبيرًا أدى إلى انهيار الإنتاج في معظم الشركات. واستطاع القطاع مؤخرًا أن يتدارك الأمر ويضع الأمور في نصابها، ولم يعد هناك أي مبرر لعدم الانطلاق.

أمامكم مشوار طويل من الجهد والتعب، وأن تعيدوا الثقة في مديري وفنيي الحقول والمصانع. عليكم أن تعطوهم مزيدًا من حرية اتخاذ القرار، اسمعوا لهم جيدًا واعرفوا ما يواجههم من صعوبات. لا معنى لزيارات مكلفة ومتكررة للحقول إذا لم يكن لها مردود وقدرة على تحقيق مطالبهم ومتابعة ما هو جديد بالفعل.

عليكم أن تبنوا جيلًا ثانيًا من الشباب له القدرة على اتخاذ القرار، وانزعوا عنه حالة الرعب والهلع والخوف تجاه أي تصرف أو اجتهاد. لا تجلدوهم إن أخطأوا، وليكن الخطأ درسًا وخبرة لا تنكيلًا وعقابًا. العمليات بحر واسع، أهم ما فيه خلق الشخصية القادرة على الإدارة، فلا مكان فيها للأيدي المرتعشة أو المتخاذلين والجالسين في الظل.

من لا يجد نفسه قادرًا فليعتذر، فهذا مثير للاحترام ولن يلومه أحد، فكلٌّ منّا يعرف قدراته الجسدية والنفسية. القطاع كله ينتظر منكم الكثير بعد أن ظللتم ترددون أن الفرصة لا تأتيكم، وها هي سانحة جاءت لكم طوعًا. فهل نرى جديدًا وإنتاجًا وفيرًا؟ نحن في الانتظار.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط