الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447

كلمتين ونص…كيف نعزي إبراهيم خطاب

44
المستقبل اليوم

منذ عام وشهرين عاد إبراهيم خطاب ليمارس عمله بوزارة البترول بعد انقطاع دام ثلاثة عشر شهراً ، ولا يمكن توصيف الظروف والملابسات التي احاطت به ، إلا أن هناك عين تراقب وترصد وتحسد وتوجه سهامها النارية له ، وهذا ليس اعتراضاً على الأقدار ، ولا طعناً فى المشيئة ولا رفضاً لعدله سبحانه ، ولكن حقيقة استشعرتها واثرت أن اكتبها في هذا اليوم .


فلا أذكر أن الرجل طيلة الشهور الماضية ومنذ أن عاد للقطاع قد شعر بالسعادة يوماً ، أو أنه ذاق الراحة أبداً ، فما بين مرض زوجته رحمها الله ومرضه هو ومرض بعض أفراد العائلة ، دار فلك إبراهيم خطاب .


قد لا يستشعر أحد تلك الظروف والملابسات التي أحاطت بالرجل ، وقد لا يدرك الكثيرون مرارة أن تودع من رافقك طيلة حياتك ، وقد لا يعي حتى الذين يظنون القرب منه ، كيف أنه أصبح حزيناً مكلوماً مفارقاً الخل الوفي ، هو وحده من يتجرع مرارة كل ذلك .

 

وأراه إن شاء الله صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله ، فجميعنا مفارق للحياة ، والفائز هو من أتخذ دنياه زاداً لأخرته ، ووضع الصراط تحت قدميه والجنة عن يمينه والنار عن شماله ورسول الله أمامه والقرأن فوق رأسه .

 

أما عن الموت ، فهو كأس كل الناس شاربه ، ونحن وإن كنا نبكي على فراق من نحب ، ونذرف عليه الدموع ، فليكن فراقه عظة وعبرة لنا ، لكن يحق لكل من فارق حبيباً أو صاحباً أو خليلاً أن يبكي ، وإن كان البكاء في بعض المواقف ليس بمقنعِ فالخطب أعظم قيمة من أدمعي .


أما كيف أعزي أو تعزون إبراهيم خطاب ، فعليكم بالدعاء له بالصبر والاحتساب ، ولزوجته بالرحمة والغفران ، ولآل بيته بالاعتصام بحبل الواحد القهار .

 

هذا عزاءكم له ، فهو لا يهوى المظاهر ولا يحاكي أحد في فرح ولا حزن ، ولو كان عكس ذلك ما كان إبراهيم خطاب .




تم نسخ الرابط