مجرد رأي ..حمي التعيينات في القطاع 

لم نتوقع عنف رد الفعل علي حلقة العمالة المؤقتة التي اذيعت علي قناة (حكاوي علام) و التي عرضت موقف العمالة المؤقتة بالقطاع و بعض الافكار المقترحة حيال هذه المشكله .

حاولنا ان نتلمس طريق الواقعيه والابتعاد عن الشعارات الجوفاء ومخاطبه شعورهم بالظلم لأكتساب تأييد او تحقيق شعبيه بينهم .

كان حديثنا بدئه الصراحه التي اوجعت الكثير منهم واعتبروا ان في ذلك محاباه للجهه التنفيذيه علي ان هذا لم يدر بخلدنا علي الاطلاق فلا مصلحه لنا سوي المساعده في  تحقيق التوازن لهذه المعادله الصعبه بين الطالب والمسئول و وضع  اقتراحات بالحلول  .

حاولنا  قدر جهدنا توصيل اجواء الظروف الصعبه التي يمر بها القطاع والبلاد بصفه عامه لهم  ولكن الصوت العالي والمتشنج تجاه دعاوي الواسطه والمحسوبيه كان غالباً ونالنا الكثير من التطاول منهم و ان كان هذا لا يعنينا  فهذا قدر  الاعلام علي اي حال . 

نحن ربما  كنا اكثر  اطلاعاً منهم علي  الظروف التي تمر بالبلاد والقطاع وألازمه الطاحنه التي تمر بكليهما من حيث تكلفه استيراد الخام ومن بعده الغاز وتراكم حقوق الشركاء والتزامات العماله الباهظه وتباطئ اعمال التنميه نتيجه تلك المشاكل و  لكن المثير  حقاً ان  تلك المشاكل العاتيه لا تحظي بالتقدير عند هؤلاء الشباب ذلك ان اقتصرت نظرتهم علي مصلحتهم الشخصيه الضيقه فقط .

لا لوم عليهم فهم في الاخير من البسطاء حتي وان  كانوا من اصحاب التعليم العالي فلا درايه لهم بهموم الشأن العام و مسئولياته الجسيمة التي سيدركونها بالتأكيد مع تقدمهم في العمر  . وهنا اتوجه الي السلطه التنفيذيه بالقطاع منوهاً بأننا نري من الغربال ولسنا من العميان ونعرف حجم المشاكل ولكن أيضاً  يجب ان نعطي لهذه المشكله بعضاً من الاهتمام والوقت وعدم تركها كالنار التي تأكل في الهشيم .

لن يؤدي التجاهل الا الي مزيداً من التعقيد وزياده ردود الفعل العنيفه و نتأكد من ان اخبار التعيينات التي تتم بصفه منفرده تصل اليهم  فلا شئ في زماننا اصبح سراً و للأسف فمثل هذه التعيينات وان كانت محدوده فأن  تأثير الواحد منها بألف عند هؤلاء المنتظرين ولها رده فعل غايه في السوء وتعمق الاحساس بالظلم و فقدان الثقه وانعدام العداله . 

اقترحنا العديد من الحلول في سياق الحلقه نري ان تتم دراستها ،  علي ان تتزامن تلك الحلول  بحتمية تعديل السلك الوظيفي و  الهياكل التنظيميه و سير الترقيات بالقطاع للسيطره علي التكلفه . من الاهميه بمكان ان   يأتي  في مقدمتها  الحدود الدنيا  لأعمار الدرجات الوظيفيه وان تكون درجه (مدير عام) لأي وظيفه عند سن ( ٥٤ سنه ) علي الاقل لوقف تلك الترقيات الهزلية التي تفسد الحياه الوظيفيه بين شد وانفعالات وغضب وتساؤل وانتظار ، لان التعديل المقترح  يهدئ انشغال الموظفين بها  وتساعد في استيعاب عدد من هؤلاء الشباب والاستفاده العمليه من مجهودهم بدون مشاكل فنيه واداريه مبكره . يقيناً سيكون هذا  من احد اهم الاصلاحات الهيكلية المهمه في القطاع  فهو يهدئ من روع العاملين كما اسلفنا  ويعطي فرصه للعمل بدون مناوشات بعد ان اصبحت الوظائف العليا  علي كثرتها بلا  مردود اداري او فني و للأسف سيصبح  تعيين هؤلاء الشباب  علي الوضع الحالي بالفعل عبئاً لا دفعاً لعجله العمل . المهم ان تكون البدايه بأي طريقه تكون ، ملاذ  الصمت كحل سحري لأي مشكله ليس بحل  . علينا ان نضع خطه  لإستيعاب بعض من هؤلاء الشباب بخطه واضحه ومعلنه قوامها مخطط زمني لإحتياجات العماله الجديده  مع اصلاح وظيفي وهيكلي واضح و من ثم عداله وشفافيه مطلقه ، و مهما استلزم ذلك من وقت فسيكون ما ينتج عن ذلك من قرارات او قواعد او تعليمات افضل من الواقع الحالي . والسلام ،،

#سقراط