الأربعاء 17 سبتمبر 2025 الموافق 25 ربيع الأول 1447

مجرد رأي: زيارات رئيس الهيئة غير المألوفة

759
المستقبل اليوم

المتابع لنشاط رئيس هيئة البترول المهندس صلاح عبدالكريم يجد شيئاً ما مختلفاً في أدائه عمّن سبقوه على هذا الكرسي. كان هناك من رؤساء الهيئة القدامى من يعتبر أن متابعة حالة الإنتاج وحفر الآبار هي صميم عمله دون غيره، وكان بعضهم يتواجد من السادسة صباحاً لمتابعة تقارير الإنتاج والحفر. وهذا بالطبع لا جدال عليه، لكنه ليس كامل المسئولية، لأن البترول منظومة كبيرة ومعقدة، وبالطبع الإنتاج جزء رئيسي منها ولكنه ليس كلها.

لكن ما هو جدير بالملاحظة في إدارة الرئيس الحالي هو تواجده في مساحات لم نعتد أن نرى رئيس هيئة البترول بها، ومنها الشركات الصغيرة عندما زار حقل العلمين بشركة الحمرا، ثم تواجده في مصانع شركات التكرير بشكل متكرر،. ثم أخيراً حضوره اجتماع شركات التسويق، وهذه – على قدر معلوماتي – أول مرة نرى رئيس الهيئة في مثل هذه النوعية من الاجتماعات التي تجمعه مع شركات النقل والتسويق.

تقارير عمليات النقل والمعلومات الواردة منها تشير إلى وجود تجاوزات من السائقين وعمليات اختلاس ذكية مهما كانت الاحتياطيات الأمنية التي يتم اتخاذها لتأمين شحنات الخام والمنتجات. وأيضاً يوجد عدد من الحوادث لا يستهان به، جميعنا يعلمه ولا داعي لإعادة ذكره. إذاً وجود رئيس الهيئة في هذه المساحة ولأول مرة هو تغيير نوعي في طريقة الإدارة والدخول في مناطق كانت إمّا محظورة أو مهملة.

الرسالة واضحة: أن هناك مسئولين لا يقومون بدورهم على أتم وجه، وهناك نوع من التراخي والروتينية في بعض المجالات الحساسة. ووجود رئيس الهيئة فيها وفي حقول الشركات الصغيرة هو أيضاً رسالة لا يستهان بها لرؤساء الشركات. ونتمنى أن نرى زيارة مفاجئة للحقول المتقادمة التي تم إسنادها مؤخراً إلى شركاء جدد، ليتابع شكل الحقول والتزامها بقوانين السلامة في ظل وجود المقاولين الجدد، ويقف على طبيعة الخطوات التي ستتخذ لإعادة تلك المناطق إلى الحياة مرة أخرى.

وجود رئيس الهيئة في مساحات غير معتادة شيء جدير بالاهتمام والاحترام، وسياسة جديدة لم نعتدها من قبل، ونتمنى أن نراه في أماكن متعددة يغلفها الإهمال والنسيان، لكن علينا أن نعطيه الوقت، فيومه بسنة وساعته بشهر ودقيقته بيوم كامل، والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط