مجرد رأي…خليج السويس بين الواقع وفقه الحاجة

مجرد رأي…خليج السويس بين الواقع وفقه الحاجة
عندما تقرأ مقالات بعض المتخصصين فيما يخص رؤيتهم لتحقيق اكتشافات كبيره في مناطق انتاج قديمه ، بل ويصل المدي بهم الي تحديد معدلات انتاج اضافيه تصل الي ١٠٠ الف برميل في اليوم كما سمعنا ، تشعر بالتعاطف مع هؤلاء لأن احلامهم تسبق الواقع و تتعامل مع بعض المحظورات بما يمليه (فقه الحاجه) التي تبيح مالا يمكن قبوله في بعض الاحوال .
الحديث عن خليج السويس هو موضوع ممتد له فلسفه محدده وله أيضاً خبراؤه الذين اوسعوه بحثاً ويظل علي الرغم من ذلك صاحب مفاجأت . و اول محطات الواقع الصعب ان العمل بخليج السويس ذو تكلفه عاليه ولا يتحمل تنفيذ الافكار والابحاث لمجرد الاثبات او تحقيق الافكار المقاليه فهذا ما لم تعد معظم الشركات تستطيعه . ثانياً ان التراكيب الجيولوجية للخليج بطبيعتها لم تسمح لنا باحتياطيات هائله،،،ويبدو سوء الحظ في خلو طبقه الرمل النوبي الضخمه من الزيت الخام في (مناطق كثيره) مما حرمنا من كميات هائله من الزيت الخام لو استطاعت تلك الطبقه المدهشه ان تحتجز اي كميات من الزيت فيها . وتبدو واقعيه الحال الصعب في هذه المنطقه في وجود الزيت الخام في طبقات تتميز بنظام بتروفيزيائي معقد مما ينتج عنه مشاكل في استرجاع كميات مناسبه من الزيت منها علاوة على تكلفتها العالية . وتمتد واقعيه الامور الي دخول عمليه حقن المياه في معادله التشغيل والانتاج منذ عقود وهي التي كان لها اثار ايجابيه احياناً وكارثيه في احيان اخري وتظهر مشاكل الضغوط الجوفيه في وجود حركات عاتيه من الغاز والمياه التي تحد خزان الزيت من اعلاه واسفله . ويبدو حلم الدخول علي اكثر من ٨٠٠ بئر كما اوضح كاتب المقال محاطاً بشكوك مؤكده من امكانيه غمرها بالمياه المحقونة علي مدار سنوات طويله .
لا شك ان خليج السويس والعمل فيه سواء في المجال الجيولوجي او الهندسي هو مدرسه كبيره ولكن تظل المعدلات الاحصائيه للنتائج هي الفيصل في تحديد قدراته الانتاجيه الحاليه واحتمالات النجاح المستقبليه وهذا بالطبع عامل لا يمكن اغفاله لأنه من اساسيات علم التوقع . و يبدو ان كاتب المقال لم يراجع نتائج حفر ابار استكشافيه تم حفرها مؤخراً ولم تحقق نجاحاً علي الرغم من تحقيقها الشكل الجيولوجي المستهدف ولكنه مع ذلك وجد فارغاً وهو ما يدخل عوامل هجره الزيت من اماكن تكوينه في المعادله الصعبه .
واقول في النهايه ان محاكاه الخزان لاتأتي بأستخدام وسائل الرفع الصناعي حسبما ذكر في المقال . اما الاقتراح بتشكيل لجنه لتحقيق التكامل في البيانات فيزيد من عمومية التصور ولا يضع خطاً واضحاً للمطلوب عمله ولكن واتساقاً مع هذا الاتجاه فكل ما نرجوه بالفعل ان نعرف ماذا تم في مشروع ربط البيانات الجيولوجية لشركات خليج السويس والتي قامت عليها شركه شلمبرجير بالتعاون مع وزاره البترول ، فأي تقدم في هذا الاتجاه بالضروره سيكون مفيد وسيحسن الصوره اكثر .
بالتأكيد كل رأي او فكر له احترامه ولكن نرجو ان تكون الكتابه عن خليج السويس محدده بمشروع بعينه و في حاله بعينها يتم دراستها تفصيلاً لاثبات تصور او تحقيق اكتشاف في طبقة جديدة . اما الكلام علي عمومياته فيدخل في اعراف فقه الحاجه ولن يتحقق مراده الا بالدعاء لوجه الله . والسلام ،،
#سقراط ش ز