شخصيات..محمد عبدالله حبيس إنجازاته
قد يغضب العاملون بشركة النصر البترول ، إذا ما طالبت بتحريك المهندس محمد عبدالله إلى مكان أخر وقد امضى قرابة الخمس سنين ، قائداً ومنجزاً ومعلماً داخل الشركة ، لكن العدالة تقتضي أن يستريح الرجل بعد رحلة معاناة افرزت إنجاز كبير تحكي عنه الأجيال ، ولتكون الويس كلها شاهدة عليه كما هي شاهدة على الحروب والانتصارات والمقاومة .
المهندس محمد عبدالله هو إبن شركة القاهرة لتكرير البترول ، ولم يكن مستعصيً عليه أن يحدث تحول داخل شركة النصر للبترول ، وخلال السنوات الماضية نجح بالصوت والصورة والورقة والقلم ، في إحداث تحول داخل شركة النصر ، وقد طال هذا التحول البشر والحجر معاً ، فعندما عقد العزم على تطوير الشركة كان لديه إيمان بأن الحجر لا يمكن تطويره إلا إذا تم تطوير البشر .
قصة الإنجازات في شركة النصر تستعصي على أن يسطرها قلم أو تبلورها صورة ، قصة تحتاج لجولة داخل المعمل ، ليرى الجميع كيف كانت الشركة وكيف أصبحت ، فمهما كُتب أو قيل لا بد للعين أن ترى ، فليس من سمع كمن رأى ، وأعتقد أن كثيراً من القيادات داخل الوزارة أو الهيئة شاهدوا ماذا فعل محمد عبدالله بشركة النصر ، هذه الشركة التي تأسست منذ عام 1911 وطالتها يد الاهمال لعقود ، لم يفلح فيها شيء إلا بعد تولي محمد عبدالله رئاستها .
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يظل محمد عبدالله حبيساً لنجاحه وإنجازاته ، الرجل تبقى على بلوغه سن التقاعد أقل من عام ونصف ، ولم يعد لديه ما يقدمه داخل شركة النصر ، فالشركة قد اصبحت عسلاً سائغاً لمن يأتي بعده ، أما هو فقد استنفذ كل قدراته ومجهود ، وآن الأوان لأن ينطلق المحارب لمكان أخر .
من قبل وفي عهد الوزير السابق المهندس طارق الملا ، كنت صاحب الاقتراح بأن يتولى شركة ميدتاب قيادة من القطاع العام ، وبالفعل استجابت الوزارة كنوع من التكريم ، وتم تعيين الكيميائي سمير رزق رئيس التعاون الاسبق رئيساً لها ، وبعد خروجه للمعاش تولاها المهندس عادل الشويخ رئيس شركة بتروجاس الأسبق ، وبعده المهندس أيمن جمال رئيس شركة صيانكو وثروة بريدا الأسبق ، ثم ختمت بالمهندس هشام البكل ، ااذي توفي متأثراً بمرضه فبل خروجه للمعاش بأيام قليلة ، والشركة لا تزال شاغرة بدون رئيس مجلس إدارة .
وإذا كان هناك من منافس على رئاسة الشركة حسب ما هو متداول ، فإنه المهندس محمد ماجد بخيت رئيس شركة مصر للبترول ، إذاً لا ضير ، فلدينا شركة ميداليك سيخلو فيها منصب رئيس الشركة الشهر الجاري ، ومن الممكن أن يتولى محمد عبدالله اي الشركتين .
المهندس محمد عبدالله هو أحد أبناء القطاع العام ، والجميع يعرف ما هو القطاع العام ، وإذا كان هناك من لايدرك ما هو القطاع العام ، فأقول: القطاع العام يعني التعب والشقاء والبلاء والجهاد والكفاح ، القطاع العام يعني لا مرتبات مثل غيره ولا أرباح ولا عضويات ، القطاع العام هو عصب البترول ، وإذا كان هناك من يستحق التكريم والعطاء فهم رجال القطاع العام .
الجميع يدرك كيف أن رئيس شركة في القطاع العام لا عزيد ارباحه عن مائة الف جنيه سنوياً ، بينما فتاة تعمل بإحدى الشركات الاستثمارية تتقاضى نصف مليون جنيه بعد مرورر6 سنوات على تعيينها ، والكل يعلم كيف أن موظفين اعمارهم لا تتخطى ال45 في بعض الشركات ارباحهم تتخطى المليون جنيه ، ولهذا فإن تكريم رجال القطاع العام واجب على الوزارة والهيئة .
وعلى الوزارة أن تتخلى عن سلوكها في ان الشركات المستقرة لا يجب التغيير فيها ، لأن هذا التخوف إنما يعبر عن الفشل الذريع عندما تربط مصير شركة بشخص مهما كانت قدراته ، فقد يتركها لأي سبب إن لم يكن النقل والتحريك ، فماذا أنت فاعل .
محمد عبدالله قيادة حبيسة إنجازاتها ، ويجب على الوزارة أن تفرج عنه ، والسلام .
#سقراط