الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق 19 ربيع الثاني 1446

أسامة داود يسأل : لماذا غاب الوزراء السابقون عن الموك؟

829
المستقبل اليوم


قبل ساعات من انطلاق أعمال مؤتمر دول حوض البحر المتوسط المنتجة للغاز (موك)، الذى يعقد صباح غد الأحد 20 أكتوبر ويستمر لمدة ثلاثة أيام، نتساءل: هل تم دعوة الوزراء السابقين؟ الحقيقة هى أنه لم يتم دعوتهم.


إذًا، من المسئول عن تجهيز المؤتمر؟ من المفترض أن تكون هناك إدارة تم تشكيلها منذ أشهر طويلة، بعد أن تقرر عودة مؤتمر "موك" للإنعقاد فى مصر بعد غيابه منذ عام 2019، حيث كان يُعقد بالتناوب بين إيطاليا ومصر.


وهنا يبرز السؤال: هل الإدارة التى تم تشكيلها بقرار خلال فترة تولى المهندس طارق الملا لازالت تتولى هذا الأمر حتى الآن؟
 

وإذا كانت هى، فهل تعمل وفقًا لتوجيهات الوزير السابق أم الوزير الحالى، المهندس كريم بدوى؟


إن دعوة الوزراء السابقين لحضور المؤتمر تُعد عُرفًا متبعًا لكل من تولى منصب وزير البترول، إذ كان يتم دعوة من سبقوه إلى المنصب، باستثناء المهندس طارق الملا، الذى تجاهل دعوة أسلافه وهو ما حدث خلال مؤتمر "إيجبس" عام 2023.لكن لاحقاً قامت الرئاسة بتصحيح هذا الأمر بدعوتهم فى مؤتمر عام 2024.
ومن غير المفهوم عدم قيام إدارة المؤتمر الحالية بالتنسيق مع الوزير الحالى، المهندس كريم بدوى، بخصوص التجهيزات اللازمة حتى يتم استدراك الأمر ودعوة الوزراء السابقين، خاصة وأن الوزير الجديد لا يوجد لديه ما يعكر صفوه تجاه كل من سبقوه.
لكن يبدو أن هذا الأمر لم يُؤخذ بعين الاعتبار، خصوصًا وأن تشكيل إدارة التجهيز للمؤتمر يعود إلى فترة المهندس طارق الملا إلا إذا كان هناك مالا نعرفه.
ولإيضاح الأمور، سألتُ أحد القيادات السابقة فى هيئة البترول عن موضوع دعوة الوزراء السابقين، فقال: "كان الوزير سامح فهمى يدعو أسلافه ويجلسهم فى الصف الأول، وعندما يصل إلى المؤتمر، يتجه إليهم فى الصف الأول ليصافحهم بحب وعرفان بفضلهم على القطاع .وفى مرات يسهو و يصعد إلى المنصة ليكتشف وجودهم فيعود إليهم ويصافحهم. وأضاف: كان من تعليمات سامح فهمى وكل الوزراء السابقين، باستثناء المهندس طارق الملا، دعوة رؤساء هيئة البترول والشركات القابضة السابقين إلى جميع المؤتمرات، وخاصة مؤتمر "موك". وأكد أن هذا الأمر كان عرفًا ثابتًا لكل من تبوأ منصب الوزير.
وأقول هنا، إن مؤتمر "موك"، المتخصص فى صناعة الغاز وأحدث التكنولوجيات المرتبطة به، يعتبر حدثًا مهمًا. ويُعَدّ المهندس سامح فهمى الوزير  الذى قدم ما لم يقدمه غيره لهذه الصناعة. فهو الذى أنشأ وحدات الإسالة فى إدكو ودمياط، وهى التى جعلت مصر قادرة على أن تصبح مركزًا لتداول الطاقة، أو ما يُسمى الآن "مركزًا إقليميًا للطاقة". 
وأتساءل هنا: هل هناك علاقة بين عدم دعوة وزارة البترول للوزراء السابقين فى المؤتمرات، مثل "إيجبس 2023" الذى تم تصحيح الوضع فيه فى 2024 من جانب الرئاسة، وبين عدم دعوتهم لحضور "موك"؟ هل يرتبط الأمر بمحاولة تقليص النفقات؟
إذا كان الأمر كذلك، فإنه كان من الأولى أن تقتصر الدعوة على القائمين على نشاط الغاز الطبيعى  فقط.
فليس من المنطق  تجاهل رموز قطاع البترول وقاماته وهم سامح فهمى و محمود لطيف و عبد الله غراب وأسامة كمال وشريف هدارة وثمار عملهم هى ما جعلت المهندس طارق الملا من قبل يخطط ويردد و يتحدث عن الخطوات التى تتخذها مصر لتصبح مركزًا إقليميًا لتجارة وتداول الغاز. 
ورغم أنه تسلم وقتها القطاع من سلفه الراحل شريف إسماعيل عليه رحمة الله بطاقة إنتاجية تتجاوز 7 مليارات قدم مكعب ومعه حقل ظُهر البـكر  بخيراته ، لكنه رحل وترك القطاع يواجه تراجعًا فى إنتاج الغاز عند رقم  4.5 مليار قدم مكعب يوميًا، وبدلا من الحديث عن التصدير أصبحنا نستورد حوالى 30% من احتياجاتنا اليومية.
وأخيرا أرى أنه من الصعب على قطاع البترول الذى يتميز بتقدير قياداته السابقة أن يكون فيه من يتجاهل دعوة 4 وزراء سابقين يمثلون إضافة للمؤتمر.. أتمنى أن يستدرك المهندس كريم بدوى الأمر ويصلحه




تم نسخ الرابط