دُكْتُور مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّؤُوف يَكْتُب : أَيُّهُمَا أَخْطَر .. الِاسْتِهْدافات .. أَمْ شَيْطَنَة الْإِنْجَازَات.. أَمْ نَقَصَ الْإِمْدَادَات .
تَقِفُ مِصْر شَامِخَة قَوِيَّة عُفِيَه .. فِي ظِلِّ تُؤْتَرات جُيُوسِّيَاسِيَّة .. وَاسْتَهْدَافَات بَشَرِيَّةٍ .. وَحَصَار الْغَزَّاوِيَّة .. وَضَرَب الْمُدُن اللُّبْنَانِيَّة.. وَسُلُوكِيَّات الْمَليشيات الْحُوثِيَّة.. وَتَوَقِعَات بِضَرْبِ الْمُنْشَات النَّفْطِيَّة الْإِيرَانيه.. وَنَقَصَ الْإِمْدَاد الدُّولَاريه وَالنِّفْطِيه ..
أَبَالِاسْتِهْدَاف وَالْحِصَارِ وَالتَّجْوِيعِ تَحِلّ الْقَضِيَّةِ .. لَا وَاَللَّهِ .. اسْتَهْدَفَوا كَيْفَمَا شِئْتُمْ .. فَإِنَّ مَاتَ الْوَلَدُ .. رَغْم الْكَمَد .. سَتَلِد الْعَرَب أَلْف وَلَد وَوَلَد .
فَلَنْ تَحِلّ الْقَضِيَّةِ وَإِنْ ارْتَفَعَتْ مَنَاصِب مَنْ تَمَّ اغْتِيَالُهُمْ ..فَسَوْف يُحْبَطُ مِنْ ظَنِّ أَنَّهُ يَمْتَلِكُ زِمَامَ الْأُمُور بِصَلَف وَكِبْرٍ وَخُيَلَاءَ أُصِيبَ بِهِمَا مِنْ فَرْطِ الْقُوَّة وَالتِّقْنِيَّات الَّتِي يَحُوزُهَا ..فَمَهْمَا أَغْدَق عَلَيْهِ بِالْمَالِ وَالسِّلَاح تَحْتَ غِطَاءِ أُمَمٍي لَنْ تَكُونَ لَهُ الْغَلَبَةُ .
مُخْطَإ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ الِاسْتِهْداف هُوَ الْقَتْلُ الْمُبَاشِر لِلْقَيادَات .. بَلْ هُنَاكَ مَا هُوَ أَخْطَرُ مِنْ ذَلِكَ هُوَ اسْتِهْدَاف عَدَمُ اسْتِقْرَارِ الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّةِ مِنْ خِلَالِ اسْتَهْدَافات اقْتِصَادِيَّة وَمَعْنَوِيَّة وَسَيَادِيَة تَتَعَرَّضَ لَهَا مِصْرَ الْمَحْرُوسَةِ مُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخ مُرُورًا بِثَوْرَتُهَا السَّابِقَةِ مَطْلَع الْعَقْدُ الْمَاضِي وَحَتَّى الْانَ .
وَآنْ الْأَوْن لِلشَّعْب الْمِصْرِيُّ أَنْ يَسْتَفِيقَ وَيَحْذَرُ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ الِاسْتِهْداف الشَّيْطَانِيِّ الْأَخْطَرُ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ وَهُو " شَيْطَنَة الْإِنْجَازَات " لَبِث رَوْح الْهَزِيمَة وَالِانْكِسَار وَالْكَرَاهِيَة لِلنَّظَّام وَقِيَادًاتِه فِي نُفُوسِ الشِّعْب الْمِصْرِيِّ .
وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ مَنْطِق أَعْوَج خَبِيث مُشَبَّوه ..لَوْ تَأَمَّلْنَا فِي تَنَاقَدَاته لِبَكْينا ضَحِكًا مِنْ الْحَبْكَة الدَّرَامِيه لِشَيْطنه الْإِنْجَازَات وَتَسْوِيق أَيْ خَيْرُ لِلنَّاسِ عَلَى أَنَّهُ شَرٌّ وَكَذَلِكَ أَيْ شَرُّ عَلَى أَنَّهُ خَيْرٌ بِلِبَاس الدَّيْنِ وَالدَّيْنُ مِنْهُ بُرَاءُ.
فَعَجَبًا لِهَؤُلَاء الشَّيَاطِين عِنْدَمَا تَتَحَدَّث الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّةِ عَنْ مَشْرُوعَات وَطَمَوحَات مُسْتَقْبَلِيَّة مُشْكِكين بِأَنَّهَا " وَهْمِيَّة " وَعِنْد تَنْفِيذُهَا وَنَجَاحِهِا تَتَبَدَّلَ الْأَلْفَاظِ إلَى كَوْنِهَا " إهْدَارًات مَالِيَّة "
ثُمّ عَجَبًا لِلشَّيَاطِين عِنْدَمَا قَامَتْ الدَّوْلَةُ الْمِصْرِيَّة بِحَفْرِ قَنَاةٍ السُّوَيْس الْجَدِيدَة وَأَصْفين أَيُّهَا " بِتَرْعه فَرْعِيَّةٌ " وَعِنْدَمَا نَفَذَتْ وَنَجَحَتْ قَالُوا عَنْهَا فَكَرِه قَدِيمَة سُرِقَتْ وَنَفَذَتْ بِحِيلَة خَيَالِيَّة .
عَجَبًا.. لشَّيَاطِين الْإِنْس .. عِنْدَمَا ضَرَبْت إلَّاكمنه الشَّرْطِيَّةُ وَالْعَسْكَرِيَّة قَائِلِينَ هُنَاك " فَشُلّ وَخَلَّل أَمْنَى " وَعِنْدَمَا حَدَثَتْ مُوَاجِهًات وَقُتِلَ الْخَوَنَة الْمَأْجُورَيْن الْإِرْهَابِين وَصْفٌوهم كَذِبًا بِالْمُعَارِضِين.
عَجَبًا لِهَؤُلَاء الشَّيَاطِين عِنْدَمَا تَقُوم الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة بِالْإِمْسَاك بِمَرَّوجي وَنَاشِرِيّ الْإِخْبَار الْمُضَلِّلَة وَالْأَكَاذِيب وَالشَّائِعات وَأَصْفين الْحَالُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِيقَةِ ب " تَكْمِيم الأَفْوَاه " وَلَوْ قَامَ الْإِعْلَام الصَّادِق بِالرَّدِّ عَلَى هَذِهِ الْأَكَاذِيب سَوْف يُهَاجِمُونه بِالتَّوْجِيه وَالتَّطْبِيل .
عَجَبًا لِهَؤُلَاء الشِّرْذِمَة مِنْ الشَّيَاطِينِ .. عِنْدَمَا يَتَحَدَّث الْإِعْلَام الْأَجْنَبِيِّ عَنْ مِصْرَ سَلْبًا .. نَجِدْهُمْ فَرِحِين مُرَدِّدِين " فَشُلّ وَتَقْصِير وَفَضَائِح " .. وَعِنْدَمَا يَتَحَدَّثُ الْإِعْلَام الْأَجْنَبِيّ بِكَلَام إِيجَابِيّ عَنْ مِصْرَ وَقِيَادًاتِهَا نَجِدْهُمْ مَذْعُورِين مُرَدِّدِين " دَافِعِين وَمُرَتَّبِين "
عَجَبًا لِهَؤُلَاء الْحَفْنَةِ مِنْ الشَّيَاطِينِ عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ الْعَدَالَةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَتَرَك الْفُقَرَاءِ فِي الْعَشْوَايِّئَات .. وَعِنْدَ نَقْلِهِمْ إلَى أَبْرَاج سَكَنيِة ادَمِيَّة مُتَكَامِلَة الْمَرَافِق وَالْخِدْمَات وَكَافَّة سُبُل الرَّاحَة .. نَجِدْهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ " تَهْجِير قَصْرِي " عَجَبًا لِهَؤُلَاء الشَّيَاطِين
عَجَبًا لِبَعْض الشَّيَاطِين عِنْدَمَا تَقُوم الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة بِبِنَاء مَسَاجِد مُرَدِّدِين " بُطُون الْمُسْلِمِينَ أَوْلَى " مُزَايِدِين عَلَى الدَّوْلَةِ بِأَنَّهَا تَوَلَّى الْمُسْلِمِينَ عَلَى غَيْرِهِمْ لِإِحْدَاث فِتْنَةٌ .. وَلَوْ قَامَتْ الدَّوْلَةُ بِهَدْم مَسْجِد لِتَوْسِعَةِ طَرِيقٍ لِجَمِيعِ الْأَدْيَانِ وَالْفِئَات تَجِدُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ مُعَادَاة الدَّوْلَة لِلْإِسْلَام وَهَدَم بُيُوت اللَّه .
عَجَبًا لِلشَّيَاطِين وَأَكَاذِيبِهِمْ عِنْدَمَا تَقُوم الدَّوْلَة بِبِنَاء مُدُن جَدِيدَة .. تَجِدُهُمْ يُرَدِّدُون " هُنَاك مَرَضِي أَوْلَى بِالرِّعَايَةِ وَالْعِلَاج " وَعِنْدَمَا تَنْهَض الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة بَحَمَلات عِلَاج مَجَّانِيَّة يَكْذِبُون ذَلِكَ .. وَعِنْدَمَا تَنْجَح الحَمَلَات الْعِلَاجِيَّةَ فِي مُكَافَحَةِ الْأَمْرَاض يُرَدِّدُون " الْعِلَاج بِمَنْح أُمَمِيَّة "
عَجَبًا لِهَؤُلَاء الشَّيَاطِين عِنْدَمَا تَقُوم الْقِيَادَة السِّيَاسِيَّة بِالِاسْتِعَانَة بِالْخَبَرِاء مِنْ كِبَارِ السِّنِّ نَجِدْهُمْ يُرَدِّدُون " تُهْمَيش الشَّبَاب" وَعِنْد اسْتِعَانَة الدَّوْلَة بِالشَّبَاب نَجِدْهُمْ يُرَدِّدُون " أَيْن الْخِبْرَة "
أَنَّهَا شَيْطَنَة الْإِنْجَازَات فِي زَمَنِ مَلِيء بِالتَّحَدِّيَات وَيَكْتَمِل الْمَشْهَد بِالصَّرَاعَات المَدْعُومَةِ عَلَى جَمِيعِ حُدُودِ الدَّوْلَة الْمِصْرِيَّة .. فَصَرَّاعَات عَسْكَرِيَّة عَلَى الْحُدُودِ الْغَرْبِيَّة اللَّيبه .. وَحُرُوبٌ أَهْلِيَّة وَمِلْيشيات سُودَانِيَّة .. وَجُنُوح حَوْثَي فِي الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ مُؤَثِّرًا عَلَى الْإِمْدَات النِّفْطِيَّةِ وَالدُّولَارَيْة .. وَنِزَاعًات فِي الْبَحْرِ الْأَبْيَضِ وَالشَّرْقِ الأَوْسَطِ وَتَوَقِعَات نَشُوبُ حَرْب إِقْلِيمِيَّة .. كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ النَّيْلِ مِنْ مِصْرَ وَأَبْنَائِهَا وَتَرَكيعها .. فَالِاسْتِهْدَافات الْبَشَرِيَّة الْمُتَتَالِيَة أَقَلّ خُطُورِه مِنْ الِاسْتِهْدافات الْمَعْنَوِيَّةِ بِشَيْطنه الْإِنْجَازَات فِي ظِلِّ نَقَص وَغَلَاء لِلْإِمْدَادَات النِّفْطِيَّةِ وَالدُّولَارَيْة .
وَيَجِبُ عَلَى الشِّعْب الْمِصْرِيُّ أَنْ يُتَفَهَّم حَجَم الْمَخَاطِر الْمُحِيطَة بِالْوَطَن مِنْ كُلِّ جَانِبٍ .. وَإِنْ عُقُولُنَا وَثَقَافَتَنَا وَبَلَدُنَا وَجِيشنا وَنَظِامِنًا وَقِيادَتِنَا تُحَارِبُ يَوْمِيًّا مِنْ عَدُوٍّ خَسِيس مَعْدُوم الضَّمِير يَبْغِي تَحْوِيل الشِّعْب الْمِصْرِيِّ إلَى شِعْبٍ مَغِيب مُلْبِسًا الْحَقّ ثَوْب الْبَاطِل وَالْبَاطِل ثَوْب الْحَقّ تَحْت زَرَائِع مُتَعَدِّدَة لِلنِّيل مِنْ مِصْرَ وَأَهْلُهَا .. حِفْظِ اللَّهِ مِصْر شِعْبًا وَقِيَادَة .
كَاتَبَ الْمَقَال : الدُّكْتُورُ / مُحَمَّدُ عَبْدِالرَّؤُوف
الْأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ بِمَعْهَد بُحُوث البِتْرُول
وَرَئِيس التَّحَالُف الْقَوْمِيّ لِلْبِتْرُوكِيمَاوِيَّات
وَنَائِبُ رَئِيس مَجْلِس إدَارَة مَرْكَز تَطْوِير الْكِيمَاوَيَات لِقُطَّاع البِتْرُول