مجرد رأي…السبب الحقيقي لوقف التعيينات
اري كثير من اللغط يثار حول هذا الموضوع بين اراء اكاديمين وتعاطف اعلاميين وكل هذا لم يناقش اساس المشكلة واسبابها الحقيقية التي ادت الى ظهورها بهذا الشكل . فليس من المنطقي ان تعالج المشكلة بتوفير بعض المال لتوظيف عمالة جديدة من خسارة مفتعله فهذا غير مقبول على اي وجه اقتصادي ولا تستطيع اي ادارة ان تقوم به في اي منشأة. وليس من المفترض أيضاً ان تتحمل الشركات الاجنبية مسئولية تدريبهم وتشغيلهم لأنهم ليسوا جهه خيرية او اجتماعية . المشكلة أساسها وحلها عندنا في مجتمعنا بعيداً عن اي مزايدات او افكار غير منطقية او عاطفية . المشكلة موجودة تاريخياً و تجذرت بعنف بعد فوضي تعيينات ٢٠١١ وحذرنا من ان هذه الفوضي لن يدفع ثمنها الا جيل الابناء والاحفاد وقد كان . اهتم كل منا بنفسه وليذهب الاخرين الى الجحيم . والمشكلة ان هؤلاء الاخرين هم اولادنا وشبابنا الذين يدفعون ثمن الفوضي غالياً . ثانياً ان نظام التشغيل المصري الفريد الذي يعتمد اسلوب الوظيفة الابدية منذ عام ١٩٥٢ لم يعد له وجود في اي مكان في العالم .
في كل بلدان العالم الوظائف تأتي وتذهب على حسب الحالة الاقتصادية والقوة الصناعية والتجارية . اما نظام التعيين الابدي للمعاش او الموت فلم يعد حاضراً . هذا هو لب المشكلة بدون الدخول في تفاصيل ليس لها نهاية . يجب ان تكون الوظائف بعقود تمتد لاربع سنوات او ثلاث ويكون الراتب علي قدر الخبرة والمهارة وليس على مستوى الراتب الحكومي الهزيل طبعاً . وكلما كان رب العمل في حاجة وراضياً عن الاداء فهو مستمر بل ويمنح راتباً اعلي اما اذا تعثر او تغيرت الاحوال فكل منا في طريق بدون نقاش او نزاعات . لسنا اقوى من امريكا او انجلترا فهذا هو النظام لديهم . لن تحل هذة المشكلة الا بتغيير (قوانين العمل) بما يتلائم مع الاوضاع الدولية والمحلية والا سنظل ندور في حلقة مفرغة ونصرخ في وادي سحيق لا يسمعنا احد .
دعونا نتصارح افضل من ان نلوم بعضنا البعض . دعونا نبدأ بتطبيق هذا النظام فذلك يحلحل كثير من المشاكل ويزيد من خبرة هؤلاء الشباب بما يمكنهم من العمل مرة اخرى في اي مكان في العالم في حالة الاستغناء عنهم ويجعل للتفاني في الاداء والابداع قيمة له ولحياته . ويجب ان يعلم كل من يتصدي لهذا الموضوع ان استدامة البترول كسلعة وانتاج مستحيله في بلد محدود الموارد مثل مصر فلا تطالب إذاً باستدامة وظائف على سلعة ناضبة وقطاع متخم بالعاملين الدائمين.
اما بالنسبه لخريجي البترول فأن التخصصات التي تعاني نقصاً هي تخصص واحد او اثنين على الاكثر و لا تحتاج الشركات هذا الكم الهائل بأي حال ويجب ان يعي ذلك الطلاب وهم يتقدمون الى هذه الدراسة الصعبة . هذا هو الحل وبغير ذلك سنظل نصيح وابناؤنا يعانون الى مالانهاية،،والسلام ،
#سقراط