ابراهيم توفيق يكتب: الجروح التي لا تلتئم
يتجاوز الإنسان كل المشاعِر السيئة ماعدا أنهُ قد خُذِل ،أن يأتيك الرمح من داخل سور قلعتك وأن تُهزم من أقرب الناس إليك
أعظم هزيمة هى الخذلان من أعز الناس
، وأصعب شي يمكن يمر عليه الإنسان هو الخذلان، أن تُخذل من أقرب الناس إليك أمر لا يمكن استيعابه ،في لحظته يمر وتظل تسأل نفسك هل كان عدوك أم حبيبك.
عندما يأتيك الخذلان من الشخص الذي كنت تعتبره سندك فأنتَ لا تفقد الثقة بشخصِ واحد، وإنما تفقدها بالجميع، ستعيشُ بعدها فَزعاً، ولن تسمح لأحدِ بالأقتراب منك،لأنك ترى الجميع مشاريع خِذلان مع وقف التنفيذ،
ستتبلد، ولن تُؤثر الكلمات فيك، بقدر ما ستثيرُ فيك الفزع، بسبب هذا الخذلان يبقى الناس عالقين في جروحهم.
لقد تشابهت علينا الأنفس فلم نعد نستطيع التفريق بين المخلص ومدعي الإخلاص، مع سقوط الأقنعة وظهور الوجوه المزيفة على حقيقتها تجعلك تنهار ووقتها لا يمكنك التظاهر بالثبات .
ورحم الله الإمام الشافعي رضي الله عنه:
إني صحبت أناس مالهم عدد،وكنت أحسب أني ملكت يدي لما بلغت أخلائي وجدتهم
كالدهر في الغد لم يبقوا على أحد
إن غبت عنهم فشر الناس يشتمني
وإن مرضت فخير الناس لم يعد
وإن رأوني بخير ساءهم فرحي، وإن رأوني بشر سرهم نكدي
وقد وصف عبد الله بن المقفع ذلك في مقال له بعنوان ( غروب شمس الأخلاق وتوارى وهيج الفضيلة واندثار القيم فقال :مررت على الفضيلةوهي تبكي فقلت علام تبكي الفتاة فأجابت : كيف لا أبكي وأهلي من دون خلق الله ما توا)
هذه المقطوعة وتلك الأبيات تعبر وبصدق عن واقعنا في كل أرجاء مصر ريفها وحضرها وجنوبها الذي كان المثل والقدوة في القيم والمرؤة والشهامة والرجولة والمبادئ ،فغاب وأندثر كل ذلك وحل محله أشياء أصبحنا نتقيأ عندما نراها أو نسمعها
أشياء تجعل المحب لهذا الوطن يتقيأ مما يراه ويشاهده يومياً ويحاول أن ينجو بنفسه
هذا هو واقعنا الذي نعيش فيه فلا تحزن ولا تندم وأصبر وأحتسب.