السبت 18 يناير 2025 الموافق 18 رجب 1446

شخصيات… Henri DEROUET والمسيح

458
المستقبل اليوم

العالم يتأهب لحدث عظيم ، ارهاصاته يعلمها اولي العلم ويعرف اصحاب الشريعة منذ نبؤه أشعياء ان ايامها لابد و ان تأتي . لمع النجم في السماء إيذاناً بولاده صبي نوراني في بلد صغير اتى الى العالم ليبدأ التاريخ بميلاده ويسطر فيه اعظم القيم الاخلاقية والانسانية . تنزلت انوار السماء علي فتاه عذراء طاهرة اصطفاها الله على نساء العالمين ليهب لها  من روحه كلمته المتجسدة . كلمة الله دعى ولداً يكون ذا شأن عظيم يغير من شكل البشرية حتي قيام الساعة . خطيبها اذعن لأمر السماء فهو يعلم مالا يعلمه الاخرين عن تلك الصبية الطاهرة واحتضن الوليد وكان له سنداً وعوناً و فر به الي (مصر) حفاظاً عليه من بطش الرومان .


أصبح شاباً يافعاً وكان عليه ان يشرع فيما كلفته به السماء بدعوة الناس الى الايمان بالاله الواحد ، دعوته الى بني اسرائيل ليعودو الى صوابهم ووقف تجارتهم بشريعة موسى التي أوسعوها  غلواً وتحكموا بها في رقاب الناس . فقد البسطاء شغفهم بأي ايمان واتجهوا الى عبادات وطقوس مجهولة تبعدهم عن دهاقنة اليهود وتسلطهم .

بدأ خدمته في الثلاثين من عمره ومشي بين الناس داعياً وناصحاً ، حانياً لا متجبراً ، مرشداً لا تاجراً . اعلن انه لم يأت للأبرار ولكنه اتي للعصاة و خطاه الناس . اتى ليعطيهم من قوة سلطانه التي منحته اياها السماء فشفى المرضى واعاد للحياة من فارقها و أحال الماء خمراً ، واطعم شعبه من قليل باركته له السماء وانقذهم من عواصف البحر الغادرة  . أعلن على الملئ انه هو ( المسيح) الذي بشر به يوحنا المعمدان و بأنه (حمل الله) الذي جاء ليخلصهم من اوزار النفس البشرية و يفدي عنهم جزاء أخطاء عالم غريب اصبح ممتلئ بالطمع والبغضاء . جمع من حوله اثنا عشر من تلاميذه كلهم امنو به وبدعوته ، لم يكونوا من وجهاء بل منهم الصياد و العشار  والمتشكك والغادر أيضاً ولكنهم كانوا مؤمنين به . كان دائم الوصيه لهم فهو يعلم ان رسالته قصيرة وانه لا بد و عائد من حيث اتي . طالبهم بالصلاة سراً بدون رياء ليراهم الناس ، و بالصيام بدون وجه كالح بل يدهنوا شعرهم بالزيت حتي لا يعرف الناس مشقه صومهم . ارادو تنصيبه ملكاً ولكنه فر الى حيث صلى في مكان بعيد و اعلن انه ( الراعي الصالح) المحافظ على حملانه لا ملكاً وان من يحكم في الناس يجب ان يسير علي وصاياه وطوبي لمن امن ولم يري  .

هكذا تعود الاحداث في ذكري ميلاد هذه المعجزه وكأنها حدثت البارحه . اكثر من الفين من السنوات مضت ودعوته خالده وقواعد ايمانه راسخه . لم يمكث علي الارض سوي ثلاث بعد دعوته ولكن ركائز الايمان التي اودعها فيها باقيه ما بقي الزمان . روح  الله تجسدت في انسان وذهب الجسد وبقيت الروح ، روح الله ازليه لا بدايه لها ولا نهايه . اضاء انوار السماء للبشرية وفتح الطريق واسعاً لكل مستغفر وكل راغب وكل سائل و قال اعلموا ان الله يعرف ما بكم وما تحتاجونه ولكنه يريد ان يسمع صلاتكم .. ( اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم ) . هكذا ارسي دعائم تواصل البشريه مع ابواب السماء التي لم تتعارض أبداً مع وصيه الاسلام الاخر  ادعوني استجب لكم .  

لم تختلف دعوته عن مكارم الاديان الاخري بل كانت حجر الاساس لاكتمال بنيان النبوه كما اراده الله. به ادركت البشرية ان محبة الله هي الوحيدة القادرة على ان تساعدنا علي بناء تسوده روح الاخوة والقادرة على ان تنير لنا حياتنا .


كل سنة وجميعكم طيبين في هذه المناسبة السعيدة وعيد ميلاد مجيد . والسلام ..

#سقراط .

المصدر :  كتاب المحرر ( الطبعة الفرنسية )  للكاتب هنري ديرويه (Henri DEROUET)




تم نسخ الرابط