الأحد 21 ديسمبر 2025 الموافق 01 رجب 1447

هل أصبح حسام عبد الرحمن مركز قوة؟

741
المستقبل اليوم

في سلسلة حديثنا عن مراكز القوة، بالتعبير الذي يتصوره البعض، يأتي حسام عبد الرحمن واحدًا من هؤلاء الذين لهم باع طويل وعميق في الشؤون القانونية بقطاع البترول.

منذ أن تولّى حسام عبد الرحمن منصبه نائبًا للشؤون القانونية بشركة جنوب الوادي، وهو يخوض حربًا شرسة بل وضروس مع مشكلات تناطح الجبال.
لم تألف شركة في قطاع البترول مشكلات قانونية ونزاعات بين العديد من الأطراف مثلما واجه هذا الرجل في تلك الشركة.

وإذا كان أشرف بهاء، رئيسها، قد خاض معركة إثبات وجودية الشركة ذاتها، فإن حسام عبد الرحمن واجه العديد من التضاريس الوعرة التي سارت عليها خلال مسار طويل من العمل الشاق. كانت مشكلات الشركاء في هذه الشركة غير اعتيادية، ولا يدرك مدى وعورتها ونَصَبِها سوى من كان مطّلعًا عليها.

كانت مشكلات التخليات والتمويل والتنازل والنزاعات القضائية بين المقاولين وبعض الشركات المعدومة قد وصلت إلى مراحل خسائر بملايين الدولارات، وكلها كانت ضربات قاصمة وُجّهت لشركات إنتاج وشركات استثمارية تتبع هذه القابضة.
تشابكات وتعقيد هذه القضايا والتحكيم كانت عنوان مرحلة لم تمرّ على جهة في قطاع البترول وبهذه الكثافة.

مشكلات الشركات مع قضايا البيئة والأمن الصناعي كانت حاضرة في العديد منها، كون معظمها يقع في مناطق سياحية ومحميات بيئية لها قوانينها والمراقبون عليها.
ومشكلات العمالة كانت حاضرة بقوة معه على طاولة الأحداث، وكلها جاءت في توقيت واحد لتخلق موجة عالية من المشكلات التي لا حصر لها.

لم يكن للرجل دور في صنع هذه المشكلات ولم يستدعها، لكنها جاءت إليه مُعلَّبة كالفخاخ المتفجرة التي لا تلبث أن تنفجر في وجه الجميع.
التعامل مع مثل هذه الأحداث لا بد له من الصبر والبصيرة قبل النظر في القانون، لأن القانون وحده لم يكن كافيًا كحل وحيد في مثل هذه المعضلات.

كان بارعًا في التفاوض الإداري والقانوني مع أطراف النزاع قبل أن تُسجَّل المشكلات في محاضر رسمية، وكان نجاحه لافتًا في الكثير منها.
له في ساحات العمل القانوني مع مختلف القضايا التي واجهها صولات وجولات، ولا ننكر أبدًا دور المحامي خالد السواح معه، كمحامٍ بارع من الطراز الرفيع.

يا له من دور، لو تعلمون، عظيم.
لو يعلم أصحاب الشائعات وبوستات الإثارة هذا المجهود والعناء، لكفّوا عن الكتابة الرخيصة التي لا تستند إلى علم أو حتى مجرد دراية بما يقوم عليه مثل هؤلاء القيادات.

وعلى الرغم من كل ذلك، لم يتحول إلى مركز قوة مزعوم، وإن كان يستطيع ذلك بسهولة وبدون عناء. هؤلاء هم القيادات التي تعمل في صمت، وترعى مصالح البترول بحق، بدون ضجيج وبدون فرقعات على أي مواقع أو جرائد.

كان واجبًا علينا إظهار بعض من جهودهم وأدوارهم.

وأخيرًا…ليس كل من أدّى واجبه وبرع فيه مركز قوة، ولكن مركز ثقة واحترام.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط