وائل مقلد يكتب : السلبية القاتلة للقيم المجتمعية
خلق الله آدم ولم يتركه وحيدا فخلق له حواء ونيسه و انيسه فى الجنة ، والجنة دار سعادة وهناء لا شقاء فيها .
فى الأرض نعيش وسط الناس ، نحتاج احيانا للعزلة ولكن لا تكون عزلة دائمة ، أنها الفطرة والطبيعة الإنسانية نعيش وسط الناس و نتعايش معهم رغم الاختلاف والخلاف .
تتعدد العلاقات الإنسانية الأسرة هى البناء الأول أب وأم وأخوة وتتسع الدائرة لتكون العائلة وهناك الجيران والأصدقاء والزملاء والمعارف والإنسان أيا كان .
نتعامل ونشارك ، تتشابك المصالح فنتفق أحيانا ونختلف أحيانا أخرى وتبقى المودة والمحبة والرحمة أساس التعاملات إلا من جفى و اعتدى و خان .
وجاء قوله تعالى فى محكم كتابه " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " وهنا دلالة واضحة على أن الأصل في الحياة التعارف بين الناس لا العزلة والفرقة وما أجمل أن تكون بطيب خلق وسماحة صدر وحسن تعاون و عون وتقوى الله فى الإلتزام بأوامره و الإبتعاد عما نهانا عنه .
ينتفض الناس لما يخصهم دفاعا عن أرواحهم و أموالهم وأعراضهم ومصالحهم وكذا لمن يرتبط بهم من أهل وأصدقاء وزملاء وجيران واوطان ، ان كانت العلاقات طيبة !! ، فيكون الشخص إيجابيا مبادرا للدفاع عما سبق الإشارة إليه سواء بالفعل أو بالقول ، فالكلمة دفاعا لا نستهين بها وقد أمرنا الشرع الحنيف بالدفاع عن حقوق الناس المتنوعة كرد الغيبة والنميمة والخوض فى الأعراض وذلك دفاعا عن اخوك المسلم وهناك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التى تأمرنا بعدم التعدى و تحسنا للدفاع عن الأخر كقوله صل الله عليه وسلم "لا بارك الله فى قوم ضاع الحق بينهم " وهنا دلالة على وجوب نصرة الحق بالعدالة والموضوعية وشهادة الحق و مساعدة صاحب الحق فى إعادة حقه كما جاء قوله ﷺ: من رد عن عرض أخيه في الغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة "
كما أن المولي عز وجل عظم النفس البشرية فالإنسان خليفة الله فى الأرض يعبد الله و يقوم على عمارة الكون فكيف لنا الإعتداء على إنسان بإذهاق روحه أو تعذيبه أو التعدى عليه بأى نوع من أنواع التعدى والتسبب له فى الإيذاء الجسدى أو المعنوى بغير حق .
للأسف انتشر فى عالما الإعتداء والظلم الفاحش وللأسف الشديد فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية واتحدث عن ظاهرة نراها فى مصر الحبيبة بلد الرجال والنضال والنخوة والشجاعة والكرم والجود نرى سلبية فى العديد من المواطن التى تستوجب الإيجابية والنخوة.
كنا نعيب التعدى و المعاكسات وعدم احترام الكبير و السلوكيات الغير لائقة واليوم نرى سلبية مفرطه كما شاهدنا فى العديد من القضايا المجتمعية كمن يستمتعون بمشاهدة تعدى شاب على فتاة في الشارع بالضرب دون تدخل وما رأيناها من مشاجرة بين صبية فى مدرسة أو الشارع دون تدخل وللأسف الشديد إما السخرية والاستهزاء أو الاكتفاء بالتصوير دون منع هذه الأفعال المشينة ، إن هذه السلبية باتت تشكل قتلا لقيم مجتمعية وأخلاقيات وتدمير للنخوة والرجولة هذا كله بعيدا عن سلوك المسلم والإنسان الذى فطرته تجعله يتدخل لمنع ضرر عن الأخرين .
إن دماء وأعراض المستضعفين تصرخ أين انسانيتكم ونخوتكم ، ان مثل هذه الظواهر السلبية تستوجب منا مراجعة دقيقة للتربية والتعليم والخطاب الديني والإعلام لإنقاذ انسانيتنا وقيمنا الإنسانية .