شخصيات..محمد علي باشا: مؤسس الشرطة المصرية

تُعد الشرطة المصرية واحدة من أقدم المؤسسات الأمنية في العالم، حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة عندما كان المصريون القدماء ينظمون شؤون أمنهم وحماية مجتمعهم. لكن الشكل الحديث للشرطة المصرية بدأ في القرن التاسع عشر مع جهود محمد علي باشا، الذي يُعتبر مؤسس الشرطة المصرية الحديثة.
 

ميلاد الشرطة الحديثة كان على يد محمد علي باشا، والي مصر ومؤسس الدولة الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر، لعب دورًا أساسيًا في إنشاء نظام أمني منظم في البلاد. بعد أن نجح في استعادة الاستقرار السياسي، أدرك محمد علي أهمية وجود قوة أمنية منظمة تعمل على حماية الأرواح والممتلكات، ومراقبة الأوضاع الداخلية في البلاد.
 

في عام 1805، قرر محمد علي تنظيم جهاز شرطي حديث على النمط الأوروبي، مستفيدًا من خبرات الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا. اعتمد على الخبراء والمستشارين العسكريين لتأسيس قوة شرطة نظامية تُعنى بالأمن الداخلي وتنفيذ القوانين.
وكانت مهام الشرطة في عهد محمد علي الحفاظ على الأمن والنظام العام، تمركزت قوات الشرطة في المدن الرئيسية لتنظيم حركة الناس وضمان السلامة العامة.

مكافحة الجريمة: تم وضع آليات للقبض على المجرمين وتقديمهم للمحاكمة.

تنظيم الأسواق: تأمين الأسواق وضبط الأسعار ومنع الغش التجاري.
 مراقبة الحدود: التصدي لأي تهديدات خارجية على الحدود، بالتنسيق مع الجيش.
 

بعد وفاة محمد علي باشا، تطورت الشرطة المصرية بمرور الوقت مع تغيّر الظروف الاجتماعية والسياسية. في عهد الخديوي إسماعيل، توسعت مهام الشرطة لتشمل خدمات جديدة مثل مكافحة الحرائق، وإصدار الوثائق الرسمية كجوازات السفر، كما تم تطوير بنيتها التحتية وبناء مراكز شرطة في مختلف أنحاء البلاد.
 

اليوم، تُعتبر الشرطة المصرية جزءًا لا يتجزأ من نظام الأمن القومي. تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية، وتضم أقسامًا متعددة تغطي جميع الجوانب الأمنية، مثل مكافحة الإرهاب، وتأمين المنشآت الحيوية، ومكافحة جرائم تقنية المعلومات وتنظيم المرور.
 

ساهم محمد علي باشا بدور كبير في تأسيس الشرطة المصرية الحديثة، والتي أصبحت نموذجًا يُحتذى به في تنظيم الأمن. ومنذ ذلك الوقت، استمرت الشرطة المصرية في التطور لتواكب متطلبات العصر، مستندة إلى إرث طويل من العطاء في خدمة الوطن وحماية المواطنين.