الأربعاء 05 فبراير 2025 الموافق 06 شعبان 1446

قصص لا تُروى: أسرار ..نساء في مواجهة التقنية الحرب على سمعتي (2)

616
المستقبل اليوم

 

التحدي والقرار الصعب

مع مرور الأيام، بدأ الوضع يزداد تعقيدًا بالنسبة لنادية. كانت كلمات أحمد المسيئة تتناثر على وسائل التواصل الاجتماعي كما لو أنها شظايا من زجاج مكسور. لا يهم كم حاولت أن تظل هادئة أو تتجاهل الهجوم، كانت الحقيقة تنقضّ عليها من كل زاوية. أصدقاء الأمس الذين كانوا يقفون إلى جانبها، أصبحوا يتجنبونها أو يكتفون بالصمت. والمحيطون بها، الذين كانوا يؤمنون بأن هناك دائمًا جانبين للقصة، بدأوا يتأثرون بالكلمات القاسية التي كان يروج لها أحمد.

كان أحمد قد نجح في جعل نادية موضع شك لدى الجميع. بدأت الشائعات تتناثر، واختلطت الحقائق بالكذب لدرجة أن نادية لم تعد تعرف كيف ترد. حتى أنها بدأت تشك في نفسها، في قدرتها على الدفاع عن سمعتها، وفي قدرتها على حماية أطفالها. كان الألم النفسي أشد من أي ألم جسدي قد تعيشه، وكانت تشعر وكأنها تقع في دوامة لا تنتهي من الظلم والاتهامات. لكن رغم كل ذلك، كانت هناك حقيقة واحدة واضحة في قلبها: أطفالها. كان كل ما تفعله، كل ما تبذله من جهد، كان من أجلهم فقط.

لكن نادية كانت تعلم أن السكوت لم يعد خيارًا. كلما تأخرت في الرد، كان الوقت يعمل ضدها. لقد صارت حياتها بأكملها تتبع خطى هجوم أحمد، وأصبح الكثيرون يقيمون حياتها بناءً على صورة مشوهة عنها. قررت أخيرًا أن تخوض المعركة القانونية. كانت تعرف أن هذه الخطوة ستكون صعبة، لكنها كانت بحاجة إلى فعل شيء قبل أن تفقد كل شيء.

قامت بالاتصال بمحامي مشهور مختص في القضايا التي تتعلق بالتشهير الإلكتروني. كان المحامي متفهمًا بشكل كبير، وأوضح لها أنه سيكون من الصعب مواجهة أحمد في المحكمة إذا لم يكن لديها أدلة قوية تدعم موقفها. لكن نادية كانت تمتلك شيئًا أقوى من الأدلة التقليدية، وهو الحقيقة.

بدأ المحامي بجمع الأدلة. رسائل نصية، محادثات بريد إلكتروني، مقاطع فيديو، وحتى الشهادات من أشخاص كانوا قريبين من أحمد في الماضي. كان كل دليل يؤكد أن أحمد كان يحاول بشكل منهجي استخدام الأطفال كوسيلة في صراعه الشخصي ضد نادية. وكما اتضح لاحقًا، كان أحمد قد تجاوز الحدود في كثير من الأحيان، وخاصة فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير بها.

في اليوم الذي حانت فيه الجلسة الأولى، كان أحمد يبدو واثقًا جدًا. كان يعتقد أن قضيته مدعومة بشكل قوي بالأدلة التي جمعها ضد نادية. لكنه لم يكن يعلم أن نادية قد فاجأته، فقد كانت قد جمعت ما يكفي من الأدلة التي لا يمكنه إنكارها. بدأ القاضي في الاستماع إلى الشهادات، وظهر واضحًا أن أحمد لم يكن يحارب من أجل مصلحة الأطفال، بل كان يسعى فقط للإضرار بسمعة نادية.

كانت نادية تقف هناك، أمام المحكمة، متوترة، لكنها في نفس الوقت، شعرت بشيء من الراحة. الحقيقة كانت أخيرًا تظهر للنور. كان هذا هو الوقت الذي كانت تنتظره، حيث سيكون لديها الفرصة لاستعادة سمعتها ولحماية أطفالها من تأثير أحمد. لكن مع مرور الوقت في الجلسة، بدأت تتكشف جوانب جديدة من القصة، وتبين أن أحمد قد أساء تصرفاته في أكثر من موقف. كانت الحقيقة غير قابلة للتشكيك.

في تلك اللحظة، أدركت نادية أن هذه المعركة كانت أكثر من مجرد قضية حضانة. كانت معركة لاستعادة كرامتها. لكن هل ستكون قادرة على الفوز؟ هل ستكون المحكمة قادرة على رد الظلم الذي عانت منه طوال تلك الفترة؟

للحديث بقية … في الجزء الثالث والأخير من القصة




تم نسخ الرابط