كلمتين ونص: العقد الفريد لكريم بدوي الجديد

كأنما التاريخ يعيد نفسه في ثوب جديد، فإذا بأيام البترول تكتب فصلاً آخر من فصولها بعد أن أسدل الستار على رحيل “م ع ” من الوزارة، وفي هذا المقام، يطل علينا المهندس كريم بدوي، كأنه يفتح عقداً فريداً جديداً، تُرصّع جواهره بالعدل والحكمة، وتُرصّف درره باللين وحسن المعاملة.
وقد قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: “من لم يحسن إلى الناس ملّوه، ومن لم يتحمّلهم زهِدوا فيه”، فكأن هذه الحكمة خُطّت لتكون دستوراً في بداية عهد المهندس كريم بدوي، الذي اختار أن يقيم بنيانه على الرفق قبل الشدة، وعلى السماع قبل الحكم، وعلى المشاركة قبل إصدار القرارات .
ولم يكن هذا التحول ليكتمل لولا أن الذين جاءوا بعد رحيل “م ع ” قد جعلوا للوزير فسحة من الراحة، أمثال المهندس يس محمد والمهندس صلاح عبدالكريم والسيد محمد داود، والمهندس عمرو أشرف والمهندسة عبير الشربيني، فخفّ الحمل وثبت العزم، وكأن الوزير قد وُلد من جديد بعد عام كامل على توليه المنصب، فقد كادت الفترة الماضية أن تقطع أوصال المودة، وتزرع بين الناس جداراً من الجفاء، فجاء هؤلاء ليسدوا الفجوات ويرمموا الثقة ويعيدوا الألفة بين الناس داخل الفطاع وخارجه .
لقد تعلّم الناس أن المناصب قد تضيّق على أصحابها فيغلقون الأبواب، أما المهندس كريم بدوي فقد أراد من جديد أن يفتح باباً واسعاً، يدخل منه كل صاحب رأي وصوت، ليكون عقده الجديد حلقة متينة تجمع ولا تفرق.
ومن جميل ما قيل أيضاً في العقد الفريد: “الملك لا يقوم إلا بالجنود، والجنود لا تقوم إلا بالمال، والمال لا يقوم إلا بالعمارة، والعمارة لا تقوم إلا بالعدل”، وهنا تظهر ملامح الرؤية التي يسعى الوزير في عهده الجديد ، الذي بدأ منذ أيام ، فالعدل أساس العمل، وهو الجوهرة التي إن وضعت في صدر العقد أضاءت باقي حباته.
وهكذا يبدأ المهندس كريم بدوي ، وكلنا معه ، عهداً مختلفاً، عهداً يُحاكي العقد الفريد، حيث تُجمع التجارب، وتُرصّع الخبرات، وتُصان الكرامة، لتكون الوزارة عقداً لا ينفرط، وسيراً لا ينقطع.