الإثنين 03 فبراير 2025 الموافق 04 شعبان 1446

بالصور: الإبكس ورحلة فى قلب الصحراء الغربية

207
المستقبل اليوم

على مدى ثلاثة ايام من بزوغ الشمس حتى غروبها قامت الإبكس برحلتها الرابعة إلى قلب الصحراء الغربية، لدراسة ومشاهدة جيولوجية لوادى الريان ووادى الحيتان وجبل القطرانى وقصر الصاغة وربطها بحقول منطقة وادى الريان وحقول قارون وميرلون الفيوم وبتروسيلة في قلب الصحراء، حيث يقع وادي الحيتان، واحة من الجمال الخلاب، تلال رملية ذهبية، وصخور متآكلة تخلق لوحة فنية ساحرة، ولكن ما يميز هذا الوادي هو كنوزه المدفونة تحت الرمال، وهي حفريات الحيتان التي تحكي قصة تطور الحياة على الأرض ، لتحتضن الصحراء مئات الهياكل لحيتان ضخمة، وأنواع مختلفة من الكائنات البحرية دفنت تحت الرمال بفعل التغيرات المناخية العنيفة.

الرحلة جاءت تحت إشراف ورعاية ودعم المهندس صلاح عبد الكريم، الرئيس التنفيذى لهيئة البترول، الذي كان من عوامل نجاحها وزيادة المردود الفنى لها خلال هذه المهمة.وكذلك بتشجيع ومتابعة الأستاذ حسام التونى و الأستاذ اسامة الوردانى والمتابعة الأمنية ايضا من الهيئة.
كما شارك فيها أحد أهم المتخصصين فى هذه المنطقة وعضو منظمة اليونسكو لحماية المحميات المصرية والعالمية وهو الدكتور احمد نيازى، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، والدكتور رائد والدكتور عبد المنعم العربى الاساتذة بجامعة القاهرة

شارك فى الرحلة أكثر من خمسين جيولوجيًا ومهندسًا من مختلف الخبرات والشركات، و منها شركة بترول بلاعيم وجابكو وبترونفرتيتى ونوربيتكو وبتروسلام وبتروسنان وتضمنت بعض رؤساء الشركات مثل الجيولوجي الدكتور خالد الششتاوى رئيس مجلس اداره شركة نوربيتكو  و المهندس محمد الناقة ، المدير العام بشركة نوربيتكو،  والدكتور عمرو عليوة ، مساعد رئيس شركة بتروبل للإستكشاف ، والمهندس اسامة البغدادى رئيس مجلس اداره شركة بتروزنيمة ، والدكتور محمد  حسين مدير عام الإستكشاف بشركة بتروسنان،  والدكتور جيولوجي وليد عفيفى مدير عام الاستكشاف وعضو مجلس الإداره لشركة نوربيتكو و المهندس سمير زايد مساعد رئيس الشركة للعمليات لشركة نوربيتكو  وكلاهما يمتلكان جينات جيولوجية.  

حيث انطلق الجميع للتعرف على جيولوجية المنطقة وقصة وادى الحيتان التي تسحر العقول ، إذ أنّ هذه الصحراء التي تحتضن تكوينات صخرية مرتفعة كانت قاع محيط ضخم قبل ملايين السنين، وتحوي آلاف الكائنات البحرية، ولكن بسبب تعرضها لعدة تغيرات مناخية عديدة متتالية أصبحت صحراء، وتحجرت بها كافة الأحياء البحرية، وأصبحت متحفًا مفتوحًا .

إن وادى الحيتان ذلك الوادى يقع داخل محمية وادي الريان والتي تغطي مساحة 1759 كيلومتراً بمحافظة الفيوم على بعد 150 كيلومتر من القاهرة بمصر
وقد عثر في وادي الحيتان على 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة قبل نحو 40 مليون سنة، حيث كانت جزءاً من محيط كبير يشمل شمال إفريقيا. وتم اكتشاف أول حفريات به عام 1903، ويحتضن متحف مفتوح، ومتحف للحفريات والتغير المناخي. لذلك يُشتهر وادي الحيتان بوجود حفريات حيتان كاملة كانت تعج بها المنطقة قبل 40 مليون سنة عندما كان الوادي يقع تحت محيط ضخم (بحر التيثس) بالإضافة إلى حفريات بحرية عديدة يمكن رؤيتها في المتحف المفتوح الذي يتيح للزائرين إمكانية رؤية الحيتان وعدم المساس بها لحمايتها.

ومازال هناك الكثير من الأسئلة تدور في عقول الكثيرين الباحثين عن قصة وادي الحيتان ذلك المكان الذي يرجع عمره إلى أكثر من 45 مليون عام.

كما تدل هذه الحفريات الفريدة من نوعها على إنّه كان هناك حيتان بحرية اكتشف بها بقايا أقدام ما يدل على إنها تحولت من كائنات برية تسير على اليابسة، وهو الأمر الغريب، حتى أعلنته اليونسكو كأول موقع تراث طبيعي تسجله في مصر. وذلك في العام 2005م حيث تم تصنيف منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي واختارتها اليونسكو كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان.
 
وقد أكد الدكتور أحمد نيازى أن العلماء يربطون بين وجود هذه الحفريات بعصر "الأيوسين" أى أن عمرها يبلغ حوالى من 40 مليون سنة، وتستمر البعثات فى الكشف عن وجود هياكل لفقاريات وأبقار وسلاحف البحر وتماسيح وأسنان وفكوك لأسنان القرش وبعض أنواع القرود المنقرضة والتى وجدت فى الجبال الموجودة فى الأودية مثل جبل قطران ويقع شمال بحيرة قارون فى محافظة الفيوم، وبعض الأفيال التى حدد بعض العلماء أزمنتها إلى عصرين متتاليين جيولوجيين هما: "الأيوسين واللوجوسين".

وهناك أنشطة مجتمعية تقدمها منظمات المجتمع المدنى من أجل تسويق السياحة البيئية المستدامة فى منطقة الفيوم وعرض كل الإمكانيات التى اكتشفت فى الفيوم ويتضح ذلك فى مهرجان سينما البيئة الأول بالفيوم، والذى انعقد خلال الفترة القليلة السابقة، بالإضافة للأنشطة التى يقدمها الاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية "توعية بيئية ورحلات ومؤتمرات"، بالاشتراك مع الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة الفيوم وكل هذه الجهات تعد دعم لجهود وزارة البيئة وقطاع المحميات الطبيعية فى دفع عجلة التنمية والإصلاح المتميزة والاثر الطبيعى والثقافى فى منطقة الفيوم.

أن وادى الحيتان من أوائل المواقع التى تم إعلانها كمواقع للتراث الطبيعى من خلال اعتراف اليونسكو قائلا أن آخر الجوائز التى تم الحصول عليها أثناء إدارته للمحميات الطبيعية ومحمية وادى الريان وموقع وادى الحيتان، هى وضع وادى الحيتان على القائمة الخضراء للـ IUCN الاتحاد الدولى لأصول الطبيعة.
 

وكان البحر الذي كان في وادي الحيتان، جزءًا من محيط التيثي أو التيثيس الكبير الذي كان يشمل منطقة شمال إفريقيا، وكان يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي. و يحتضن وادي الحيتان المئات من الحفريات لهياكل عظمية لعدة أنواع من الحيتان منها نحو هياكل عظمية كاملة، وأبرزها حيتان ذات أرجل وأقدام خلفية وهذا يدلل على إنّ الحوت كائن بحري تطور من كائن بري، وحفريات أسماك القرش، وعروس البحر، وعجل البحر، وقروش الملائكة.

كما يحتضن العديد من الحيوانات المهددة للانقراض مثل ثعلب الفنك، وثعلب الرمل، والغزال المصري، وصقر شاهين، وصقر الغزال، والعقاب النساري، والصقر الحر، وعشرات الأنواع من الطيور المهاجرة
 

من أهم معالم محمية وادي الريان شلالات وادي الريان. هذه الشلالات هي الأكبر في مصر وتقع في الطرف الجنوبي للمحمية. تتغذى الشلالات من بحيرتين طبيعيتين تحيط بهما المساحات الخضراء وأشجار النخيل. يمكن لزوار الشلالات الاستمتاع بجمال المنطقة الخلاب والاستمتاع بالمناظر الخلابة.

وادي الريان هو أحد عجائب الطبيعة في مصر، ويقع على بعد حوالي 65 كم جنوب غرب مدينة الفيوم. وهو وادي جميل يضم بحيرتين كبيرتين تم إنشاؤهما لتصريف المياه الزائدة من واحة الفيوم. ومع ذلك، فإن ما يميز وادي الريان عن الوجهات المصرية الأخرى هو وجود الشلال الوحيد في البلاد. ي نهاية طريق صحراوي ممهد، تلمع على جانبيه رمال داعبتها أشعة الشمس، تجذب الأنظار لافتة وضعتها السلطات المحلية في محافظة الفيوم وسط مصر. وتشير اللافتة إلى منطقة جبل قطراني، وهو محمية طبيعية زاخرة بأسرار يعود أحدها إلى 34 مليون سنة من عصور جيولوجية عتيقة ومتباينة.

في نهاية طريق صحراوي ممهد، تلمع على جانبيه رمال داعبتها أشعة الشمس، تجذب الأنظار لافتة وضعتها السلطات المحلية في محافظة الفيوم وسط مصر. وتشير اللافتة إلى منطقة جبل قطراني، وهو محمية طبيعية زاخرة بأسرار يعود أحدها إلى 34 مليون سنة من عصور جيولوجية عتيقة ومتباينة. جبل القطرانى.
 
معبد أثرى عمره تجاوز الـ4 آلاف عام يحكى تاريخ وحضارة عظيمة، وينفرد بموقعه المتميز شمال بحيرة قارون بمحافظة الفيوم،  أنه معبد قصر الصاغة الأثرى الذى يتميز بطراز معمارى فريد تم تخصيصه لعبادة "سوبك" المعبود المحلى للفيوم.

إن هذا المعبد من المناطق الأثرية الهامة بالمحافظة ىرغم أنه ليس من الأماكن الأثرية الشهيرة والمتعلق عليها إلا أنه يحكى تاريخ حضارة هامة وعمره يتجاوز الـ4 آلاف عام وهو عبارة عن مبنى مستطيل مبنى من الحجر الجيرى والرملى مساحته 180 مترًا مربعًا وتم تخصيصه لعبادة "سوبك" المعبود المحلى للفيوم وعثر بالمنطقة على تمثالً لإمنحات الثالث من الجرانيت الأسود، وبرديات، وعملات برونزية، وتماثيل فخارية.

وهذا المعبد مبنى من كتل من الحجر الجيرى المحلى  التى تم تركيبها مع بعضها البعض عن طريق القطع الدقيق للزوايا والجوانب على غرار معبد الوادى فى الجيزة والاوزيرون فى ابيدوس فى سوهاج.
و المعبد عبارة عن بناء مستطيل يقع مدخله فى الناحية الجنوبية ويؤدى المدخل إلى فناء طويل (أو صالة القرابين) ويوجد فى جدارها الخلفى سبع مقاصير كانت مغلقة بأبواب لا تزال فتحات اعقابه ظاهرة وكان مخصص للمعبود سوبك المعبود الرئيسى فى الفيوم حيث عثر على حجر من البازلت يحوى نقشا يثبت ذلك ويعتبرأول من كتب عن قصر الصاغة هو العالم الألمانى جون شوين فورت، ومسجل ذلك على جدران المعبد عام 1884.

وقصر الصاغة مشيد على مدرج طبيعى متسع على جانب المنحدر الشمالى، ويقع أسفله بقايا بعض القرى "المستوطنات" التى ترجع إلى عصورما قبل التاريخ والتى كانت موجودة بالقرب من المنطقة، وترجح بعض المراجع أنه نظرًا لتشابه تصميمه بمعابد الدولة الوسطى أنه شيد فى الدولة الوسطى ولكن بعض الباحثين يؤكدون أنه شيد فى أيام الدولة القديمة بسبب أسلوب البناء والهياكل الحجرية الموجودة به.
وتعتبر هذه الرحلة بمثابة دعوة عامة لجميع السادة الجيولوجيين  ومهندسى البترول من مختلف الأعمار والخبرات من الجنسين لحضور هذه الرحلات لما لها من مردود عملى وعلمى على منظومة الاستكشاف والإنتاج وربط التراكيب الجيولوجية السطحية مع التحت سطحية ومحاكاة النموذج الجيولوجى والهندسى للطبقات السطحية مع التحت سطحية مما يزيد فرص نجاحات الابارالاستكشافية والانتاجية .




تم نسخ الرابط