شخصيات..سلامة موسى..رائد النهضة الفكرية في مصر
ولد سلامة موسى في 4 فبراير 1887 وتوفي في 4 أغسطس 1958، ويعد أحد أبرز المفكرين والمصلحين في تاريخ مصر الحديث، إذ لعب دوراً مهماً في تشكيل الفكر النهضوي المصري خلال القرن العشرين. مرت 66 سنة على وفاته، لكن تأثيره ما زال مستمراً في الفكر العربي المعاصر.
كان موسى مؤمناً بالتقدم والحداثة، وسعى إلى تحديث المجتمع المصري عبر نشر الأفكار العلمية والتنويرية. تأثر بالفكر الأوروبي، خاصة الفلسفات الاشتراكية والعلمانية، ودعا إلى تحرير الفكر من القيود التقليدية. ركز في كتاباته على ضرورة إستخدام العلم والعقل كوسائل أساسية للنهوض بالمجتمع، وكان من أوائل المفكرين الذين نادوا بتحرير المرأة، والدفاع عن العدالة الاجتماعية، ودعم التفكير النقدي.
كان لسلامة موسى تأثير كبير في مجال الأدب، حيث تبنى فكرة الأدب الهادف الذي يخدم قضايا المجتمع، وشجع على الكتابة بالعامية لتكون أكثر قرباً من الناس، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية آنذاك. كما كان له دور في تشكيل وعي العديد من الكُتاب والمثقفين المصريين، ومن بينهم نجيب محفوظ، الذي تأثر بأفكاره الإصلاحية.
ألف موسى العديد من الكتب المهمة، مثل "التثقيف الذاتي" و"الاشتراكية" و"المرأة ليست لعبة الرجل"، حيث تناول فيها قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة ووضوح.
رغم الإنتقادات التي وجهت إليه بسبب أفكاره الجريئة، إلا أن دوره في نشر الفكر التنويري في مصر لا يمكن إنكاره. فقد ساهمت كتاباته في تشكيل وعي الأجيال اللاحقة، وجعلته أحد رموز النهضة الفكرية في العصر الحديث.