السبت 22 فبراير 2025 الموافق 23 شعبان 1446

عابد عز الرجال ...قائد رحل وأثر لا يزال..شيماء محمد

718
المستقبل اليوم

إذا رحل الجسد، فالبصمة باقية، وإن غاب الصوت، فصدى الصوت لا يزال قويا ، وإن غربت الشمس عن العيون، فالنور في القلوب ينير الكون . هكذا هم العظماء، لا تغيب ذكراهم، ولا تذبل أعمالهم، بل تظل محفورةً في وجدان الأوفياء، ونورًا يُضيء دروب العطاء.

عابد عز الرجال، اسمٌ خطه التاريخ بحروفٍ من نور، وقائدٌ حمل همَّ المسيرة بعزمٍ لا يفتر، وإرادةٍ لا تنكسر. لم يكن مجرد مسؤولٍ يُصدر الأوامر، بل كان قدوةً يُحتذى بها، ونبراسًا يُضيء الطريق لمن سار خلفه. اجتهد فأصاب، وأخلص فأجاد، فكان بحقٍّ رجلًا من معدن الأبطال.

سار على درب العطاء، فكان للخير عنوانًا، وللتفاني برهانًا، وللإخلاص ميزانًا. لم تهزه العواصف، ولم تَثْنِه التحديات، بل ظل ثابتًا كالصخر، قويًّا كالجبل، يُضيء كالبدر، ويمنح من حوله الأمل.

الأثر لا يُدفن، بل يبقى نقشًا على صفحات الزمن، والبصمة لا تزول، بل تظل شاهدًا على صنيع الرجال. من أعطى بصدقٍ، لن تطويه الأيام، ومن زرع الخير، لن يذبل له مقام. الأثر حياةٌ بعد الفناء، وسيرةٌ تتردد في الأرجاء، ونورٌ يسطع رغم غياب الضياء.

اليوم، إذ تبكيه العيون، تُخلد ذكراه القلوب، فهو لم يكن مجرد اسمٍ عبر، بل قصةٌ تُحكى، ومسيرةٌ تُروى، وأثرٌ خالدٌ لا تمحوه الأعوام. في كل مشروعٍ أُنجز، في كل فكرةٍ أُطلقت، في كل يدٍ امتدت للبناء، كان له بصمة، وكان له وفاء.

رحل الجسد، لكن الروح ترفرف فوق ميادين العمل، رحل الصوت، لكن الصدى يملأ الأفق بالأمل، رحل القائد، لكن المبدأ باقٍ للأجيال.

سلامٌ عليك في دار الخلود، وسلامٌ على كل أثرٍ نقشَ اسمك في سجل الخالدين. فأنت لست ذكرى تُمحى، بل قصةٌ تُروى، ومجدٌ يُبنى، وعلمٌ يُنتفع به، ورجلٌ لن يُنسى.




تم نسخ الرابط