غادة لطفي تكتب: تقبل الآخر !

هل هناك صح وخطأ قاطع؟ ..ماهو صح من وجهة نظرك هو خطأ من وجهة نظر الآخر . إذا، الصح والخطأ نسبيان
لماذا؟…لأن المسألة ببساطة تتعلق بأمور كثيرة، التربية والاخلاق والقيم والعادات والتقاليد والبيئة المحيطة والمستوى الاجتماعي الذي تعيش فيه ، مع فكر ورؤية ومعايير مختلفة. حتي إذا اتفق اثنان على ان أمراً ما خطأ تختلف نسبة وحجم الخطأ بينهما . واحد يراه انه خطأ بسيط يمكن معالجته والثاني يراه خطأ فادحاً لا يغتفر و ستترتب عليه مشكلات كبيرة وكوارث .
وعلي الرغم من ان الاساسيات العقائدية متفق عليها في كل الأديان إلا ان هذا لم يمنع وجود تشريعات وتفسيرات لأيات اختلف فيها الفقهاء والمفسرين والعلماء والمجتهدون في ظل وجود هذا الاختلاف الأسهل ان نسئ ونسفه من كلام وتفسير الآخر، ونصفه بالجاهل، او المدعي ،او المتلون ،او المتسلق وغير ذلك - وهذا موجود فعلا لدي البعض - لكن المشكلة تكمن في ان الاختلاف في الرأي غير مقبول .
حتي الرياضة المبنية علي فوز فريق وخسارة الفريق الآخر -وهذا هو الأمر الطبيعي - إلا ان فكرة فوز الآخر غير مقبوله. "وعليه ينظر اليه كخصم" ، وبدلاً من ان يستفيد الزوجان من اختلاف الاراء للوصول الي اتفاق سليم يقعان في فخ " عدم تقبل الآخر"- الذي يمثل بداية المشاكل .
تخيل حتي العلماء والمفكرين والمحللين يسيرون علي نفس النهج إلا من رحم ربي، ممن درسوا نظريات الآخر واستفادوا منها سواء بالإيجاب او السلب ( ايضاً افادة)، دايما نعيش دور الناقد والواعظ . وهذا لان المبدأ هو ان أنا علي صواب والآخر علي خطأ .