مجرد رأي…المعاش المبكر بين الدهاء والاستسلام

المعاش المبكر في تعريفه المبسط هي نوع من ( الإقالة الطوعية) التي يجريها الموظف على نفسه . وتختلف ظروفها من شخص لأخر بناء على نوعية الوظيفة التي يشغلها والعوامل الشخصية التي تحيط بالموظف . هي بالطبع تختلف عن الاستقالة لأن الاستقالة تأتي في اي وقت في العمر الوظيفي وهي حق مشروع للكافة . اما المعاش المبكر فهو استعجال التقاعد قبل درجات بسيطة من بلوغ سنه .
ويعتبر بعض الناس اتخاذ هذا القرار نوع من انواع البرجماتية في تحقيق مصالح شخصية بدون فقد الكثير من مميزات التقاعد وهذا مشروع ولا جدال فيه . ولكنه على كل الاحوال قرار صعب علي ثقافتنا التي تنظر الى سن المعاش بتوجس وتعرف ان سلطان الوظيفة سيذهب معه العديد من المميزات والسلطة، وينتظر الكثيرون ان تحنو عليه السلطة بامتداد عام او عامين اخرين في الوظيفة .
المعاش المبكر يحتاج الى مواصفات شخصية خاصة تعرف حقوقها جيداً وتنظر (بدهاء) الى المناخ المحيط بها وتدرك ان الاستمرار قد يؤدي الى عواقب لا داعي لها ، او انها قررت تفضيل الصحة والاستسلام للاسترخاء بعيداً عن ضجيج المال والسلطة . وكل هذا (دهاء) محمود بلاشك لانه يصب في مصلحة متخذ القرار منفرداً .
ولكن الامانة تقتضي وقد وصل الى هذه المرحلة من المسئولية وإقرارنا بحقه في المغادرة أياً كان سببها ان يتم دوره بتقرير صادق يبتغي به (وجه الله) فقط يشرح به موقف العمل و كافة العوامل التي حدت به الى تركه بدون مواربة ليعرف القائمين علي الامر الموقف مجرداً من كل تنميق الوظيفة والتقارير الرسمية التي تنتهي كلها بأن كل الامور علي مايرام وان سجل الانجازات لا يتسع لصفحات اي تقرير . هنا بالفعل تكون حلقة الدهاء قد اكتملت ويصبح القرار في صالح جميع الاطراف .والسلام ،
#سقراط