سيد سالم يكتب: أنا لا أعتقد !!

دائمًا عند نظر قضية ما فإنها يجب أن تقبل أولا من حيث الشكل ، وبعدئذ يتم النظر فى فحواها ومناقشة موضوعها تمهيداً لإتخاذ ما يلزم حيالها . فأذا أخذنا بهذا الرأى وقمنا قياساً عليه بالنظر إلى القمة العربية الرابعة والثلاثين التى انعقدت فى بغداد يوم أول أمس السبت الموافق ١٧ من شهر مايو لهذا العام ٢٠٢٥ ميلادى ؛ والتى كانت ابرز الملفات المعدة للمناقشة فيها بحضور زعماء الدول العربية تبدأ بالقضية الفلسطينية وفى الصدارة منها مواجع أهل غزه ومذلة الجوع بين أطلالها . هذا إلى جانب ملفات سوريا والسودان واليمن وليبيا ولبنان .
من ناحية الشكل هناك اثنين وعشرون دوله عربية يفترض حضور زعمائها لتلك القمه ؛ غير أن الذى حدث هو غياب ثلثى الزعماء وعددهم أربعة عشر زعيماً وحضور سبعة فقط إلى الدولة المضيفة للقمة !!! وكان فى مقدمتهم بالطبع رئيس مصر ؛ ذلك لأنها مصر التى يعرفها العرب والتى قالت بلسان زعيمها ( حتى لو نجحت إسرا-طين بالتطبيع مع كل الدول العربيه فإن السلام العادل والشامل سوف يبقى بعيد المنال مالم تقم دولة فلسطينية مستقلة ) .
فإذا كانت هذه الجامعة العربية قد تأسست فى القاهره منذ ثمانون عاماً بعد ان ناقش فكرتها سنة ١٩٤٤ م رئيس وزراء مصر وقتئذ مصطفى النحاس باشا ، وبعد تأسيسها فى العام ١٩٤٥ م تعاقبت السنين وتوالت الأحداث الجسام على منطقتنا العربية طيلة هذه المدة الزمنية وحتى انعقاد قمتها الرابعة والثلاثين تلك لمناقشة قضايا عربية مصيرية وعقدت فقط بحضور ثلث الزعماء العرب فى حين تغيب ثلثيهم !! ؛ فهل اكتمل النصاب القانونى لهؤلاء الزعماء ؟؟ ، وإذا حضر القمة أمين عام الجامعة العربية ، وسكرتير عام الأمم المتحده ، ورؤساء المنظمات الدولية المختلفة بالإضافة إلى رئيس وزراء دولة أسبانيا ، فى الوقت الذى ليس فقط غاب عنها جل الزعماء العرب بل أن أيضا إحدى الدول العربية الكبرى لم ترسل أى ممثل لها لحضور هذه القمة ولوحتى من باب المجاملة وكأن الأمر لا يعنيها البته . إذن دعونا نتساءل ؛ هل يمكن قبول قضية الجامعة العربية هذه بأعضائها الاثنين والعشرين أولئك من حيث الشكل لكى ننتقل بعد ذلك إلى موضوعها ؟؟؟ . أنا أتذكر مشهد ضاحك فى مسرحية الزعيم عندما كان الفنان عادل إمام يصرخ قائلاً ( أنا لا أعتقد !!! ) ، وشر البلية مايضحك .
كاتب المقال : المهندس سيد سالم رئيس شركة خالدة الاسبق