الثلاثاء 20 مايو 2025 الموافق 22 ذو القعدة 1446

نجوم من البترول: إبراهيم خطاب الغائب الحاضر

2113
المستقبل اليوم

يظل اسم إبراهيم خطاب علامة بارزة في تاريخ هذا القطاع مهما اختلفت الاراء وتضاربت الروئ . عندما جلست الي طاولة المكتب لأختار نجماً من نجوم سماء البترول تبادر الي ذهني اسم هذه الشخصية ، ولا اخفي بأنِ قد شعرت ببعض التوجس من اتهامات بعض الموتورين الذين يترجمون كل فعل او رأي الى توجه برجماتي يعلي صوت المنفعة الشخصية على ما عداها . 
 

استجمعت نفسي مسرعاً لأن العمل الصحفي لم يكن أبداً حديقة هادئه او مركز استشفاء يعمه الهدوء والسكينه . اثرت ان اعلن من هذا الباب ان الرجل بالفعل نجم في سماء البترول مهما تباينت المواقف والاراء . وللحقيقة والتاريخ قررت ان تكون معالجتي في هذه السطور القليلة بعيدة عن المدح والاطراء فهذا وان كان استحقاق واجب له ولكنه لم يعد يحتاجه فقد قيل فيه ما يكفي  .

اتجهت لجانب اخر للحديث عن تلك الشخصية و تحديداً فيما يردده البعض عن هذا الرجل الكبير انه آثر البعض وظلم اخرين وانه جامل المحظوظين وحط من قدر المجتهدين . ومحاولة النفي لفظياً او لغوياً محكوم عليها بالطبع بصيحات بعض المستنكرين ولكننا نعرض الحقيقة المجردة علي طاولة الجميع ليحكموا بأنفسهم ما الذي اختلف في القطاع بعد مغادرته، وهل استحال القطاع فوضي بتلك الشخصيات التي اودعها ثقته  ؟


تلاميذه واختياراته هي من تقود وتمسك الدفة الأن حرفياً  ومازال القطاع يبحر بهم ولم يغرق . لم تظهر حتي تاريخه شخصية واحدة يمكن تسميتها او تتلمذت على شخصية محوريه اخري في القطاع  . معظم رؤساء الشركات الحاليين هو من رشحهم و اخلى ساحتهم من اي شوائب ليتم تعيينهم في اماكنهم . اغلب القيادات الادارية الحالية كانت ومازالت من مدرسته واختياراته وهو من قام بتصعيدهم من بين الالاف . حركة الترقيات مازالت بطيئة و متباطئة وربما اكثر مما كانت عليه في زمنه ولم يجري عليها اي تغيير او تبديل .كافة الضوابط الادارية التي وضعها و الخاصة بالعديد من الامور التي تهم العاملين مازالت كماهي لم يطرأ عليها اي تغيير او تعديل ، بل ربما فقد القطاع الكثير من الحزم والشدة تجاه بعض التصرفات التي تأتي للأسف من المنوط بهم حفظ النظام وترشيد الانفاق . حتي قرار سفر (رؤساء الشركات) للحقول والذي لم يعد له مدلول او فائدة واضحة في ظل حاجتنا الملحة لخفض الانفاق لم يستطع احد حتي الأن الغاؤه او حتي تعديله .


شخصية بهذا الاثر والتأثير يستحيل ان تكون على خطأ بشكل مطلق كما يحاول البعض تصويرها  لأن ما ينفع الناس يمكث في الارض ، ولا تتفق الامه أبداً على ضلال . نحن نسوق هذا لتبرئة ساحة هذا الرجل من هذا الوهم الكبير الذي يعيشه الكثيرون ممن يتوقون لمناصب هم ليسوا اهلاً لها ولن يكونوا ،ومن  الذين حاولوا  طعنه و هم اول المستفيدين منه وكان هو من وضعهم في موقع القيادة .

تظل هذه النافذة مشكاة نور مضيئة تملك في اوراقها القديمة و سجلاتها العتيقة تاريخ طويل لشخصيات مؤثرة ذات شأن كانت   اصحاب قامات مرتفعة وصوت منخفض لا يعنيها قذف حجارة الصغار ، اما الأن فقد علت الاصوات وتضاءلت القامات ،،

تحية لهذه الشخصية الفذة التي ملكت الكثير من الحكمة والهدوء سطرت بها قواعد ثابتة و راسخة في سجل تاريخ هذا القطاع وكانت بالفعل نجماً ساطعاً في سماء البترول .




تم نسخ الرابط