الأربعاء 18 يونيو 2025 الموافق 22 ذو الحجة 1446

مجرد رأي…شاحنة “مصر للبترول”

324
المستقبل اليوم

قادتني الظروف، أثناء عودتي من مطار القاهرة اليوم بعد رحلة سفر طويلة، إلى ميدان عبد المنعم رياض، وذلك في حوالي الساعة السادسة مساءً. وعلى الرغم من الإرهاق الشديد الذي أعانيه بعد هذا السفر الطويل، فقد تنبّهتُ سريعًا لوجود شاحنة لنقل المحروقات تسير بين السيارات.

وبما أن أعصابنا ما زالت مشتعلة تجاه هذه الشاحنات منذ الحادث المؤلم الأخير بمدينة العاشر من رمضان، فقد تيقظت حواسي واشتعلت نظراتي نحو تلك الشاحنة. لكنني فوجئت بأنها شاحنة حديثة للغاية؛ صهريجها جديد، مطلي بطريقة توحي بأن عدة اعتبارات فنية قد أُخذت بعين الاعتبار. كابلات التأريض، وغيرها من الكابلات التي لا أعرف الغرض الدقيق منها، كانت نظيفة وجديدة وفي حالة فنية راقية. جميع اتجاهات السيارة وأركانها مزودة بملصقات التحذير والسلامة بشكل أنيق وواضح.

رأس الشاحنة من أحدث وأقوى وحدات الجر الأوروبية، من طراز MAN، أما السائق فكان يبدو عليه الهدوء والاحترافية، ويتعامل مع الأفعال الصبيانية والمستهترة – التي اعتدناها في شوارعنا – بمنتهى اللياقة والعقلانية.

غمرتني تلك المشاهد شعورًا بالسعادة والفخر، وظننت في البداية أنها شاحنة تتبع إحدى الشركات الأجنبية أو الاستثمارية. لكنني حين اقتربت من التفاصيل، وجدت علامة “مصر للبترول” بارزة ومضيئة على كافة أنحاء الشاحنة. حينها اجتاحني شعور عارم بالفخر؛ أن أرى واجهة مشرقة لقطاع البترول، واجهة جدية وحديثة، تليق به بحق.

إذا كنا نمتلك مثل هذه الشاحنات الجبارة والراقية، والتي تضاهي ما يوجد في الدول الأوروبية، فلماذا نتجه إلى هؤلاء الذين يتسببون لنا في الكوارث ويضيعون جهد وعرق آلاف العاملين في هذا القطاع بعد كل حادث أليم؟ هؤلاء – حتى لو امتلكوا الإمكانيات – للأسف يفتقرون إلى ثقافة الانضباط والرغبة الجادة في احترام قوانين العمل ومفرداته.

ما رأيته اليوم في شاحنة “مصر للبترول” هو بكل تأكيد مصدر فخر لقطاع البترول، ولا أدري لماذا لا تظهر مثل هذه الصور المضيئة لكافة المواطنين؟ ليعرفوا أن الحوادث والكوارث هي الاستثناء، وليست القاعدة.

تحية صادقة لشركة “مصر للبترول”، صاحبة الريادة منذ أكثر من سبعين عامًا. وتحية لكل القائمين على هذا النشاط في الشركة، من التشغيل إلى الحركة، والمتابعة، والتأمين، والسلامة… جميعهم جنود مجهولون بحق.
وتحية خاصة للمهندس محمد ماجد بخيت رئيس هذا الصرح وتحية لسائق تلك الشاحنة التي تحمل لوحات ص ق د ٧١٥.
والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط