الإثنين 08 سبتمبر 2025 الموافق 16 ربيع الأول 1447

صباح الخير يا إدارية

3093
المستقبل اليوم

على غرار برنامج صباح الخير يا مصر نقدم تحية الصباح إلى كل مدير إداري في شركاتنا المختلفة.
إطلالة الصباح على أي موقع عمل لا تأتي إلا بالجديد؛ إما بالإنجازات أو بالمشاكل، وكلاهما مهم. فالإنجازات هي نتاج طبيعي للجهد والعمل، والمشاكل هي من سنن الحياة، فلا حياة للبشر بلا مشاكل وهموم.

وتظهر هنا أهمية طبيعة وكيفية التعامل مع المشاكل حتى لا تصبح جبلًا يمنع السير إلى الأمام. وبالطبع تأتي اللوائح والقوانين على رأس نظام التعامل مع مشاكل الشركات والعاملين بها بشكل عام. ولكن – كما يقولون – الشيطان يكمن في التفاصيل. فعندما نأتي إلى تفسير القوانين واللوائح وكيفية تطبيقها، تظهر الاختلافات والاختلالات: فمن تفسير متشدد في عموميته إلى تفسير آخر قد يراعي ظروف الحالة على خصوصيتها، وما بينهما تختل بعض الموازين، وتبدأ الشكوى من المدير الإداري كونه أحد المتحكمين في خلق وتطبيق تلك التفسيرات.

ليس هناك مدير سيئ، ولكن هناك تفسير وتعامل سيئ مع الحدث والموقف. والمثير أن المدير في هذه الحالة يعتقد أنه يراعي عمله وينفذ ما يمليه عليه ضميره، وفي الوقت نفسه ربما لا يعلم أنه قد حطم أحلام أو رغبات من حوله لمجرد التنفيذ الجامد للقانون واللائحة أو الرغبة في ذلك. لذلك نجد في اتجاهات الآراء بين العاملين في مختلف الشركات تباينًا حادًا حول موضوعية قرارات وتصرفات المدير الإداري من شركة لأخرى، على الرغم من وحدة القانون واللائحة.

عند هذه النقطة تحديدًا يجب ألا يكون تدخل السلطة المختصة مرتبطًا بانتظار تفاقم الأمور لنقل فلان أو ترقية علان، ولكن عليها دور محوري مهم في أن تجمع كافة هذه المشاكل وكيفية التعامل معها في سجل موحد يمكن أن نطلق عليه: “السجل الإداري الموحد”.

هو يشبه إلى حد بعيد ذلك الكتاب الموجود في قمرة قيادة الطائرة ليشرح لقائدها كيفية التعامل مع كل مشكلة تواجهه على حدة والإجراءات الواجب اتخاذها تفصيلًا. وهذا السجل يجب العمل على إعداده من نخبة متميزة من الإداريين من مختلف شركات البترول، ويشمل كافة أحوال العمل ومشاكله وخبراته المتراكمة منذ عشرات السنوات، وكافة القرارات والمنشورات الإدارية التي تخص كل حالة على حدة، وحدود المسموح من تساهل وما هو ممنوع إطلاقًا. وبذلك يتم تحييد الاجتهاد بشقيه المتسامح والمتعسف.

هذا السجل ليس بديلًا عن اللوائح والقوانين، وإنما هو تفسير صحيح لها وتوضيح لكيفية التعامل مع القوى البشرية بشكل علمي ونفسي سليم في ضوء ما تراكم من خبرات.

إن قطاع البترول يمر بمرحلة انتقالية خطيرة بالفعل لا تتطلب أبدًا حالة الانشقاق والتربص الموجودة حاليًا بين صفوف العاملين على اختلاف درجاتهم. ولن يمكن في الوقت نفسه إرضاء الجميع، ولكن علينا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاههم، وأن تكون القرارات التي تمس عملهم وحياتهم مدروسة بشكل علمي وإداري صحيح. خاصة أن هناك جيلًا جديدًا من العاملين له تطلعات وظروف حياة مختلفة، وكذلك إداريون في مقتبل العمر عليهم أن يتعلموا ممن سبقهم في هذا المضمار الطويل.

ونتمنى أن نرى ذلك اليوم الذي يكون فيه السجل الإداري الموحد على مكتب كل مدير إداري، يفتحه ليرى الرأي والمشورة في المشاكل التي تعترض عمل الشركة والعاملين. عندها سيكون الحال غير الحال.

✍️ المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط