الأحد 22 يونيو 2025 الموافق 26 ذو الحجة 1446

بتروجت وملاحظة تحتاج إلى تفسير (تقرير)

770
المستقبل اليوم

لا تزال شركة “بتروجت” هي الحصان الرابح في هذا القطاع المثقل بالمسؤوليات. فقد وجدت نفسها مطالَبة بربط سفن التغويز القادمة من الخارج بالشبكة القومية للغاز، وفي أسرع وقت ممكن، إذ إن الزمن والاحتياجات لا ينتظران أحدًا، ومعدلات الطلب على الغاز في تزايد مستمر نتيجة ارتفاع أحمال الكهرباء مع بداية فصل الصيف الحار.

هذه السفن العملاقة، أو بالأحرى “المصانع المتنقلة”، تستقبل الغاز الطبيعي المسال المستورد، وتقوم بإعادته إلى حالته الغازية ثم ضخه في الشبكة لدعم ضغوطها، والوفاء باحتياجات محطات الكهرباء العملاقة. ومن المتوقع أن توفر هذه السفن أكثر من 2.25 مليار قدم مكعب يوميًا ككمية إضافية إلى جانب الإنتاج المحلي، وربما تمثل عاملاً مهمًا في إعادة تشغيل محطات الإسالة، لتصدير الغاز الوارد إلينا عبر الأنابيب من دول أخرى، بما يحقق لنا بعض المكاسب.

إنه مشروع ضخم، ولا يسعنا إلا أن نوجّه التحية لشركة “بتروجت” ورجالها ، عليه، وهذا هو عهدنا بهذه الشركة في أوقات المحن وفي تنفيذ المشروعات الكبرى.

ولكن، تبرز هنا ملاحظة تستحق التفسير بالفعل، وهي التصريح بأن عودة معدلات إنتاج الغاز المحلي إلى مستوياتها السابقة لن تتحقق قبل خمس سنوات من الآن.

وهنا يبرز السؤال:
هل تحقق كشف أو اكتشاف كبير يحتاج إلى هذه المدة لوضعه على الإنتاج، كما حدث مع حقل “ظُهر” الذي تطلّب إنشاء محطات استقبال ومنشآت ضخمة؟
وإذا لم يكن هناك اكتشاف بهذا الحجم حتى الآن، فهل سيؤثر التناقص الطبيعي في الحقول الحالية على إجمالي معدلات الإنتاج المستقبلية، حتى في حال تحقيق اكتشافات جديدة خلال هذه الفترة الطويلة؟ وهل ستكون تلك الاكتشافات كافية لتعويض التناقص الطبيعي وزيادة الإنتاج فوق مستوياته الحالية؟

هي أسئلة بلا شك تحتاج إلى إجابات من المتخصصين في الاستكشاف والإنتاج، لفهم حقيقة التركيز على مدة الخمس سنوات، لاستعادة حالة الاكتفاء الذاتي التي نعمنا بها بين عامي 2018 و2022.

كما يبرز تساؤل آخر:
هل ستظل هذه السفن باقية لدينا طوال هذه السنوات الخمس رغم تكلفتها الباهظة؟
وهل من سبيل لإنشاء وحدة تغويز أرضية في مواقع محطات الإسالة القائمة لدينا بالفعل؟ أو حتى إقامة وحدات جديدة على وجه السرعة تعفينا من هذا العبء المالي الكبير؟

ثقتنا في شركتي “إنبي” و”بتروجت” لا حدود لها، فهما خلقتا لمواجهة التحديات وتحقيق المستحيل، ورئيس شركة إيجاس يعمل بفكر استراتيجي دولي من الطراز الأول. فهل يمكن بالفعل إنجاز هذا التحول النوعي؟

إن استغلال وجود هذه السفن والبدء في إنشاء محطات تغويز أرضية، بالاستفادة من تقنيات “الهندسة العكسية”، سيكون نقلة نوعية في قطاع البترول، وستظل شاهدًا على قوة ومتانة هذا القطاع لأجيال قادمة.،،ليتنا نغتنم هذه الفرصة.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط