الثلاثاء 24 يونيو 2025 الموافق 28 ذو الحجة 1446

مظاهرة لاستقبال الوزير (تقرير)

2718
المستقبل اليوم

أحدث تقرير “الوزير جاي” تفاعلاً واسعًا بين العاملين في قطاع البترول، حيث تلقينا سيلًا من الدعوات والتعليقات التي عبّر فيها العاملون عن رغبتهم في استقبال الوزير، مرحبين به ضيفًا عزيزًا في أي وقت، فيما يشبه مظاهرة حب عفوية وصادقة.

المتابع لهذا التفاعل يلحظ عدة أمور بالغة الأهمية:

1.الوزير بات يتمتع بشعبية واضحة، خصوصًا بين صفوف العاملين في المستويات الوظيفية البسيطة والبعيدة عن دوائر القيادة العليا. هذه الفئة ترى فيه صوتًا عادلًا، يطرق أبوابهم في صمت ويستمع لما يشغلهم.

2.هناك شعور عام بأن زيارة الوزير تمثل طوق نجاة لكثير من العاملين الذين يعانون من مشاكل متراكمة لم تلقَ الاهتمام الكافي، سواء إدارية أو مالية أو حتى معنوية.

3.أصبحت زيارات الوزير أملًا في كسر الجمود الإداري الذي تمارسه بعض القيادات، التي تغلب عليها سلوكيات التسلط والانغلاق وضيق الأفق في التعامل مع العاملين. لدرجة أن رئيس إحدى الشركات لا يقابل أي موظف، وقد نسي – أو تناسى – كيف كان يسعى وراء أي وساطة ليصل إلى المنصب الذي يشغله اليوم. هذا السلوك خلق فجوة خطيرة بين القيادة والقاعدة، تسببت في أجواء مسمومة لا تُشجع على العمل والإنتاج.

وبالرغم من كل هذه الدعوات، فإننا لا نستطيع أن نُحمّل الوزير فوق طاقته، فهو مشغول بملفات استراتيجية تتعلق بأمن الطاقة في البلاد، وهي أولويات لا تقبل التأجيل ، لكن في المقابل، يمكن للوزارة أن تطلق مبادرة بزيارة مفاجئة لمقار الشركات من قِبل النواب والمعاونين، على أن تُرفع تقارير مفصلة للوزير تتناول الأوضاع الفنية والإدارية داخل تلك الشركات.

هذه الزيارات يمكن أن تكون فرصة حقيقية لترتيب جدول أولويات، وتحديد الشركات التي تستدعي زيارات ميدانية من الوزير نفسه، للوقوف على حجم التحديات فيها، مثل شركات البتروكيماويات "سيدبك- ايثيدكو-البتروكيماويات المصرية" وكل شركات القيمة المضافة ، فهم أحوج ما يكون لتواجد الوزير بينهم حالياً .

زيارات الوزير فرصة نادرة أمام العاملين ونقاباتهم لتنظيم أنفسهم، وصياغة قائمة واقعية باحتياجاتهم، بعيدًا عن الأهواء الشخصية، وتقديم مطالبهم بشكل مهني مدعوم بالمستندات واللوائح .

الزخم الحالي يجب أن يُستغل جيدًا من قبل الهيئات والشركات القابضة، لتوجيه رسائل واضحة إلى رؤساء الشركات بضرورة الاستعداد الجاد، وبذل جهود حقيقية لإعادة الثقة بين القيادات والعاملين. عليهم أن يدركوا أن النجاح لا يأتي من الحياد، بل من اتخاذ المواقف الشجاعة والعمل والابتكار.

لقد حان الوقت للنظر إلى واقع الشركات بعيون مختلفة، تواكب المستقبل، وتسعى نحو التغيير الإيجابي، بدلًا من البقاء أسرى للرتابة والملل والإحباط الذي أصبح السمة السائدة في كثير من المواقع.

إننا على أعتاب مرحلة جديدة، تحمل في طياتها الكثير من الأمل والتغيير، وغدًا لناظره قريب.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط