الإثنين 30 يونيو 2025 الموافق 05 محرم 1447

اليوتيوب..ماله وما عليه..غاده لطفي

151
المستقبل اليوم

لم يعد التلفزيون وحده هو نافذتنا إلى العالم، بل دخل اليوتيوب إلى حياتنا فجأة واحتل مكانه بلا استئذان. في البداية دخل علينا كصديق لطيف، يعلمنا ويضحكنا، نفتح عليه دروساً ومهارات ونشاهد فيه مواهب من كل أنحاء الدنيا، وأصبح لكل فرد، مهما كانت بيئته أو ثقافته، فرصة ليُعبّر عن نفسه، حتى من كان يعيش في قرية بعيدة صار بإمكانه أن يصل للعالم من هاتف صغير.

لكن مع الوقت، بدأ هذا الصديق يكشف وجهاً آخر، فقد أغرقتنا الفيديوهات بلا معنى، وشغل الأطفال والشباب ساعات أمام الشاشات، وتسللت أفكار بعيدة عنا، بعضها يضيء عقولنا وبعضها يعتم القيم ويهز الأخلاق.

أصبح كل من يريد أن يُرى أو يُسمع، يفتح قناة على اليوتيوب، بعضهم لديه رسالة حقيقية، والبعض لا يملك سوى رغبة الظهور والمشاركة، حتى وإن لم يكن لديه شيء يقوله، فالمهم أن يكون هناك، حيث التفاعل والمشاهدات.

لكن رغم حريته الكبيرة، ليس كل شيء مسموحاً فيه، فهناك ما يُمنع تداوله، مثل العنف، والخداع، والتنمر، ونشر الكراهية أو الأكاذيب التي قد تؤذي الناس، خاصة حين تتعلق بالصحة أو بالعلم.

وفي النهاية، يبقى اليوتيوب مثل المرآة، يعكس ما نضع فيه، ويمكنه أن يرفعنا أو يُسقطنا، فقط حسب ما نختار أن نُشاهد ونُشارك




تم نسخ الرابط