د. محمد عبدالرؤوف يكتب: وزير البترول وملف الطاقة والأزمات

رغم حملات التشكيك والشائعات المعتادة .. والتي تطال كل مسؤول يعمل بصدق في خدمة هذا الوطن .. فإن أداء الوزير كريم بدوي .. وانضباطه المهني .. وهدوءه في التعاطي مع الأزمات .. كانت كلها شواهد على أنه رجل يحمل عقل الدولة وثقة القيادة .. ويعلم أن ملف الطاقة ليس رفاهية اقتصادية .. بل سلاح استراتيجي .. ودرع من دروع السيادة .
في زمن تتغير فيه خرائط النفوذ وتشتد فيه الحروب وتتأجج فيه الأزمات الإقليمية والدولية .. تبقى الدولة المصرية نموذجًا فريدًا في الثبات والبناء .. تقودها إرادة سياسية صلبة تجسدت في شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي .. الذي وضع الأساس المتين لدولة قوية قادرة على حماية مقدراتها والتحرك بثقة في أدق الملفات وأكثرها تعقيدًا .. وعلى رأسها ملف الطاقة .. الذي لم يعد مجرد مرفق خدمي .. بل بات جزءًا أصيلًا من معادلة الأمن القومي والسيادة الوطنية .
وسط هذه التحديات .. يبرز المهندس كريم بدوي .. وزير البترول والثروة المعدنية .. كأحد رجال الدولة الذين يعملون وفق رؤية وطنية متكاملة .. ويقودون ملفاتهم بروح الانتماء والفهم العميق لطبيعة المرحلة .. لم يتعامل بدوي مع وزارة البترول كمجرد مؤسسة تنفيذية .. بل كموقع سيادي مسؤول عن شريان رئيسي من شرايين بقاء الدولة وتوازنها الاستراتيجي .
تحت قيادة الرئيس السيسي استعادت مصر مكانتها في أسواق الغاز والنفط .. ونجحت في أن تُمسك بزمام المبادرة وسط منطقة مشتعلة .. وهذا النجاح لم يأت من فراغ .. بل كان ثمرة لعقيدة دولة تُخطط للمستقبل .. ورجال مخلصين على الأرض يعرفون قيمة ما يحملونه بين أيديهم .
كريم بدوي هو أحد هؤلاء الرجال .. بصمته واضحة في كل مشروع .. من تأمين الإمدادات المحلية وتطوير البنية التحتية .. إلى تحسين منظومة التكرير .. وجذب الاستثمارات العالمية في أوقات تُحجم فيها كبرى الشركات عن دخول أسواق مضطربة .. يقود هذا الملف وسط الأزمات العالمية من موقع وطني لا يخضع للإملاءات .. ولا يسير وراء ضغوط السوق .. بل يبني على ما أرسته القيادة السياسية من استقلال القرار وسيادة الإرادة .
وفي عهده حتي الان .. لم يعرف المصريون انقطاعًا في الوقود .. ولم تتوقف المصانع .. ولم تشهد البلاد ارتباكًا رغم ما يحدث حولنا من اختناقات طاقية في دول كبرى .. ما يُنجز في صمت هو ما يُحمي الأمن القومي بالفعل .. وما يُدار بوعي استراتيجي يُغني عن مئات المؤتمرات .
لم يكن بدوي رجل صُحف أو كاميرات .. بل رجل أرقام على الأرض .. وقرارات محسوبة .. وحضور دائم في كل نقطة تماس بين الدولة والميدان .
إن ما يفعله كريم بدوي هو امتداد لما أسسه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية .. أن كل ملف في الدولة يجب أن يُدار بعقلية حماية الوطن .. وأن كل مورد هو جزء من منظومة بقاء وبناء .. فالدولة المصرية لا تنتظر المعجزات .. بل تُحققها بعقول أبنائها وإرادة قائدها وصدق رجالها.
وفي النهاية .. فإن الحديث عن وزير ناجح هو في جوهره حديث عن نظام ناجح .. ودولة متماسكة .. وقيادة سياسية تؤمن بأن البترول ليس مجرد وقود .. بل أمن قومي يُحمى ويُخطط له من موقع المسؤولية لا الارتجال.
حفظ الله مصر قيادةً وشعباً .
كاتب المقال : الاستاذ الدكتور محمد عبدالرؤوف رئيس مجلس ادارة مركز تطوير الكيماويات لقطاع البترول -معهد بحوث البترول