قدم عاملة… وقدم عالية .. ياسمين الجاكي

بين دروب الحياه وطرقاتها هناك خطوات لأقدام سيدات مختلفة الأشكال والأحجام والظروف التي تحتم عليهن استكمال مسيرتهن ومواصلة مشوار الحياه.
أقدام سيدات يمشين بخطى ثابتة تدرك جيداً ما تفعله وما تريد الوصول إليه ،أقدام تسير على أرض الواقع وتحلق بالسماء العاليه ، أقدام عاملة تسعى وتزرع و أقدام عالية ترتفع وتحصد.
سيدات يبدأن يومهن بقدم عاملة ، تستيقظ مبكراً لترتدي ملابسها وتظهر في أبهى صورة ، وتبدأ رحلتها لتحارب الزمن و الظروف والتحديات، تجري هنا وهناك ،تشارك في عجلة الحياة ، أقدام تسعى بكل إرادة وتحدي لتثبت ذاتها وتشارك في مجال العمل.
ونفس القدم هي التي تنهي عملها لتعود إلى مملكتها الخاصة التي تعمل فيها أيضاً ولكن بشكل أخر به قدراً كبيراً من التضحية والعطاء الغير مشروط واللا محدود ، تقف أحيانا بملابس العمل لإنهاء أعمال المنزل وتلبية كافة متطلبات أسرتها ، تجري هنا وهناك من أجل اسعادهم ، وتسعى جاهدة أن تحافظ على التوازن بين واجباتها كأم مسؤوله وكعامله تحقق ذاتها وترغب في الوصول نحو القمة .
أقدام سيدات تقف ساعات لتسابق الزمن وتتحدى العقبات ، تسير بالطرقات و تتجول بالسيارات وتتحمل حراره الطقس ومعاناة التعامل مع عقليات مختلفة من البشر .
وهي نفس القدم التي تخلع حذاءها العملي لتنظر إلى ذاتها من زاوية أخرى ، ترتدي حذائها العالي رمز المكانه العاليه التي تصعد به سلم العلم ، تحصل على أعلى الشهادات، وتتربع على عرش المعرفة لتحصد مراكز متقدمة وتترك بصماتها التي لا تنسى ، وتجلس في أرقي المجتمعات لتعبر عن صوتها ورأيها وشخصيتها المستقله المؤثرة ، ترفع راية الإبداع والإبتكار والرقي .
جميلتي المرأه .. ما أروع أن تجمعين بين القدم العاملة والقدم العالية تعملين بيدك وتفكرين بعقلك .. تفتحين المجال لغيرك من السيدات ليتبعن خطواتك الناجحة ..
فوجود هذا الخليط المميز في إمرأة واحدة يضفي عليكي جمالاً من نوع أخر ، وقوة استثنائية تكمن داخلك ،تنبع من توازنك الفكري والعقلي ، بوجود عقل يخطط ويرسم وينجز ، وقدم تشقي وتعمل وتجري هنا وهناك ، لتمثلين وجوداً وحضوراً ذو جاذبية خاصة تجمع بين الجمال والمشقة.. بين السعي والإستقرار .. بين الحلم والعمل.
فإحرصي دوماً أن تحققين هذه المعادلة الصعبة وأن تمشي على قدمين ثابتتين؛ أحدهما عاملة والأخرى عالية.