الجمعة 22 أغسطس 2025 الموافق 28 صفر 1447

اختيار القيادات والحظ التعيس

1707
المستقبل اليوم

لن تجد في مصر من يحنو على عامليه ويرنو إلى استقرارهم مثلما يفعل قطاع البترول، ولن تجد من هم أشد قسوة عليه سوى (بعض) من أبنائه الذين أولاهم الله مسئولية شركاته وعامليهم، وكانوا لها بئس القادة والمثال.

كان تقرير الـ ١٦ قيادة الذين يعملون في صمت حول الوزير وينكفئون على مكاتبهم أكثر من ١٨ ساعة في اليوم هو رسالة أن هناك من القادة من يواصلون الليل بالنهار في الهيئة والوزارة بجهود فوق طاقة البشر حتى يقوم القطاع من عثرته ولا يشعر العاملون بأي تأثيرات سلبية على استحقاقاتهم المالية والإدارية والتي لولاهم لأصبحت في مهب الريح.

الوزير ورئيس الهيئة يجوبان مصر شرقاً وغرباً، وكيل الوزارة للإنتاج لا يترك معلومة أو اجتماعاً إلا وكان حاضراً، أعضاء هيئة مكتب الوزير على أهبة الاستعداد طوال ٢٤ ساعة…جهود متواصلة حثيثة من أجل استقرار هذا البلد والعاملين في القطاع، ولكن عندما تجد بعض القيادات يعيشون في غيهم أو زهو سلطاتهم المزعومة والمصابين بالهوس المرضي للحصول على أي شيء، فلا تسأل إلا عن سوء الاختيار، ولأن الاختيارات مهما بلغت دقتها أو معاييرها لا يمكن لها أن تتنبأ بمستوى الأداء أو ما تضمره النفس البشرية من ضعف، فليس أمامنا إلا أن نقبل بالأمر الواقع.

كان من المفترض أن نكون قد تجاوزنا هذه المرحلة من سوء الاختيار نتيجة خبراتنا من أحداث سابقة، ولكن للأسف منهم من لم يقرأ التاريخ جيداً، هل يمكن أن يكون الحل بعد ذلك في إرشادات مكتوبة بكل المشاكل والصغائر والخطوط الحمراء التي تقلل من قدر المنصب وتكون واضحة لكل ذي عينين أو عقل قويم قبل توليه مسئولية الشركة؟ ربما.

وعموماً، لا يمكن أن تضيع جهود مريرة يبذلها كبار قادة القطاع في غبار أحداث لا يمكن وصفها إلا بالتدني والعشوائية مهما كانت المبررات، ومهما حدث من ألاعيب لتدارك الأمر، يبقى الحال سيئاً والوضع قاتماً، وخبرتهم في إدارة هذه الأمور ستكون الفيصل والعنوان الرئيسي للمرحلة القادمة، وهذا لا ينفي أبداً وجود قيادات في شركات القطاع على مستوى عالٍ من المسئولية والاحترام، وهذا بالطبع هو السائد وغيره هو الاستثناء.

وكون الاستثناء عادة ما يكون محدوداً، فلا يجوز علاجه أو التغاضي عنه حتى لا يصيب الجسد كله، وإنما وجب بتره وبصفة قاطعة وعلى وجه السرعة حتى يسلم الجسد ويكون درساً شديد القسوة أمام الجميع.

وعلى الرغم من هذا فإننا نعبر عن عميق القلق لوجود هذه النماذج بالرغم من خبرات الاختيار المتراكمة، ولكن تظل نسبة الحظ التعيس موجودة فيها، ولا يتحملها أبداً من قام بالاختيار لأنه في الأول والأخير اجتهد وأصبح ما بعد ذلك وجهاً من أوجه ذلك الحظ التعيس.

وفي هذا الوقت الحاسم نعرب عن عميق اعتزازنا بقيادات القطاع التي تضحي وتعرف قدر النعمة التي منحها الله إياهم، وقرروا حمدها وصيانتها وحراسة مقدرات ذلك القطاع وسمعته بكل قوة وشفافية تجاه تصرفات طائشة لا تعبر عن مضمون وجوهر القطاع النقي، ونتمنى أن يبعد عنه خفافيش الظلام وأصحاب النفوس الضعيفة.

تقرير: المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط