الأحد 02 نوفمبر 2025 الموافق 11 جمادى الأولى 1447

المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري “أخضر” يوفر 60% من الطاقة

190
المستقبل اليوم

في يومٍ يُسجل في ذاكرة الحضارة المصرية والعالمية، افتتحت مصر رسميًا المتحف المصري الكبير بعد عشرين عامًا من العمل المتواصل، ليصبح واحدًا من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، وأول مبنى مصري يحصل على شهادة المبنى الأخضر لتميزه في كفاءة استخدام الطاقة والمياه.

يمتد المتحف على مساحة 80 ألف متر مربع بجوار أهرامات الجيزة، وقد بلغت تكلفة إنشائه نحو 1.1 مليار دولار، بتمويل ذاتي ودعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، إلى جانب مساهمات محدودة من مؤسسات دولية.

وصف البنك الدولي المتحف بأنه “مبنى أخضر” يستهلك طاقة أقل بنسبة 60% مقارنة بالمباني التقليدية المشابهة، ويوفر أكثر من 16 مليون لتر من مياه النيل سنويًا بفضل أنظمة حديثة لإدارة المياه والطاقة. وقد استند التصميم الهندسي للمتحف إلى فلسفة الفراعنة في احترام البيئة واستغلال الموارد الطبيعية بكفاءة، ما جعل منه نموذجًا معماريًا يجمع بين الهوية المصرية القديمة ومفاهيم الاستدامة الحديثة.

وفي فبراير 2024، منحت مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، الذراع الاستثمارية للبنك الدولي، المتحف شهادة EDGE Advanced للمباني الخضراء، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها مبنى في الشرق الأوسط وأفريقيا على هذا التصنيف المتقدم.


يتضمن تصميم المتحف عناصر متعددة للاستدامة، من بينها:
  •   سقف عاكس يقلل من امتصاص الحرارة.
  •   تظليل خارجي يحافظ على الراحة الحرارية داخل المبنى.
  •   إضاءة ذكية موفرة للطاقة.
  •   تركيبات مياه حديثة تحد من الهدر.
  •   عدادات ذكية لمراقبة الاستهلاك وترشيده.

وتعادل وفورات الطاقة الناتجة عن هذه الإجراءات إزالة أكثر من 400 سيارة تعمل بالبنزين من شوارع القاهرة لمدة عام كامل، بحسب تقديرات مؤسسة التمويل الدولية.

يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق التاريخ المصري منذ فجر الحضارة حتى العصرين اليوناني والروماني، ويعرض للمرة الأولى الكنز الكامل للفرعون توت عنخ آمون الذي يضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية.

وخلال حفل الافتتاح، الذي شاركت فيه وفود من 80 دولة، أكد المسؤولون أن هذا المشروع لا يمثل فقط خطوة نحو حماية التراث الإنساني، بل هو أيضًا رمز لتوجه مصر نحو التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.

بهذا الإنجاز، لا يُعد المتحف المصري الكبير مجرد مخزنٍ للآثار، بل منارة حضارية تجمع بين عبقرية الماضي وابتكارات المستقبل، لتؤكد أن مصر ما زالت قادرة على الجمع بين العراقة والتطور في آنٍ واحد.




تم نسخ الرابط