إيكم: تعرف على أبرز 5 مشروعات للبتروكيماويات في مصر

يُجمع الخبراء على أن صناعة البتروكيماويات تمثل اليوم إحدى الدعامات الرئيسية للاقتصاد المصري، لما لها من دور محوري في تعظيم القيمة المضافة للموارد الطبيعية، وتوسيع قاعدة الإنتاج الصناعي، وزيادة الصادرات. وخلال العام المالي 2024/2025، خطا القطاع خطوات غير مسبوقة، عكستها نتائج أعمال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (إيكم) والشركات التابعة لها.
في كلمته خلال الجمعية العامة للشركة، أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، أن ما تحقق من نجاحات يمثل ترجمة عملية للمحور الثاني من استراتيجية الوزارة، والمتمثل في دعم وتطوير صناعة البتروكيماويات باعتبارها قاطرة رئيسية للنمو الصناعي، وأداة لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة والصناعات التحويلية.
وأضاف الوزير أن المشروعات الجارية لا تُعزز فقط الإنتاج، بل تُحدث أيضًا نقلة نوعية في الصناعة من خلال إدخال منتجات جديدة وتبني تقنيات صديقة للبيئة.
من جانبه، أوضح المهندس إبراهيم مكي رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات، أن حجم الإنتاج المحلي وصل إلى نحو 4 مليون طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية، وهو ما ساهم في تلبية احتياجات السوق المحلي وخفض فاتورة الاستيراد، إضافة إلى تعزيز فرص التصدير.
وأشار إلى أن استثمارات العام بلغت 8.7 مليار جنيه، مع تحقيق وفر مالي يقدر بنحو 30 مليون جنيه من خلال تطبيق خطط لترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة التشغيل.
وتعمل “إيكم” على تنفيذ حزمة من المشروعات الكبرى التي سيكون لها أثر بعيد المدى على الاقتصاد الوطني، ومن أبرزها:
•مشروع شركة السويس لمشتقات الميثانول (SMD): يستهدف إنتاج مشتقات عالية القيمة من الميثانول لتلبية احتياجات صناعية متنوعة محليًا وعالميًا.
•مجمع البتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس: مشروع ضخم بطاقة إنتاجية 4 مليون طن سنويًا، يمثل قاعدة صناعية متكاملة تدعم الصناعات التكميلية وفرص التصدير.
•مشروع سلاسل الإمداد للإيثان: خطوة استراتيجية لضمان استمرارية تغذية المصانع ورفع قيمة الصادرات البتروكيماوية إلى 4 مليارات دولار سنويًا بحلول 2030.
•المشروعات الخضراء: مثل إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF)، والإيثانول الحيوي، والأمونيا الخضراء، إلى جانب مشروع إنتاج الأخشاب (MDF) من قش الأرز، في إطار توجه الدولة للتحول إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون.
•مشروعات مدينة العلمين الجديدة: وتشمل إنتاج الصودا آش، والسيليكون المعدني ومشتقاته، وهي منتجات تدخل في صناعات حيوية مثل الزجاج، والإلكترونيات، والطاقة الشمسية.
لا تقتصر مكاسب هذه المشروعات على تعزيز الناتج المحلي الإجمالي فقط، بل تمتد لتشمل:
•خلق آلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في مراحل التنفيذ والتشغيل.
•نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة في مجال البتروكيماويات والصناعات التحويلية.
•تحقيق عوائد تصديرية مستقرة تعزز من موارد الدولة من العملات الأجنبية.
•دعم خطط الدولة لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 في مجال التنمية الصناعية والتحول إلى الطاقة النظيفة.
ويرى محللون أن مصر باتت تسير بخطوات ثابتة نحو أن تصبح مركزًا صناعيًا إقليميًا، خاصة مع التوسع في مشروعات القيمة المضافة التي تستفيد من الغاز الطبيعي كمادة تغذية رئيسية. كما أن دخول مصر في مجال المنتجات البتروكيماوية الخضراء يضعها في موقع متقدم لمواكبة التحولات العالمية نحو الاستدامة.
إن ما تشهده صناعة البتروكيماويات في مصر اليوم لا يمثل مجرد إنجاز مرحلي، بل هو تأسيس لمرحلة جديدة تُعيد رسم خريطة الاقتصاد الوطني، وتفتح آفاقًا واسعة للتصدير والصناعات التكميلية، وتؤكد أن هذه الصناعة الاستراتيجية هي بالفعل قاطرة النمو الصناعي للبلاد في العقود المقبلة.