الأربعاء 03 ديسمبر 2025 الموافق 12 جمادى الثانية 1447

مجرد رأي: وضعية جلوس رئيس شركة أشانتي جولد مع وزير البترول

2092
سقراط
سقراط

أثارت صورة للاجتماع الذي ضم وزير البترول ورئيس شركة أشانتي جولد على هامش مؤتمر لندن للترويج للاستثمار التعديني العديد من الملاحظات الجادة والساخرة على السواء، بسبب وضعية جلوس رئيس الشركة أمام الوزير.

وقبل الاندفاع إلى اتهام رئيس الشركة بعدم اللياقة أو عدم اتباع البروتوكول السليم في مثل هذه الاجتماعات التي تلتقطها عدسات الصحافة والإعلام، علينا أن ندرك أن اختلاف الثقافات بين الشعوب هو ما يفرض مثل هذه الملاحظات. ولعلنا نتذكر عاصفة الانتقادات التي تعرّض لها الرئيس الراحل المخلوع محمد مرسي في لقائه مع رئيسة المفوضية الأوروبية منذ سنوات.

 

فالمسؤولون في الغرب عمومًا يميلون إلى الجلوس بمثل هذه الوضعية، ولا يجدون فيها غضاضة أو تجاوزًا لمعايير الذوق العام، بينما ترى شعوب أخرى ـ وخاصة أتباع الديانة الإسلامية ـ أن وضعية الأرجل في الجلوس لها ضوابط محددة يجب اتباعها حتى لا يقع الشخص في محاذير الغرور أو الخيلاء.

وعندما نتابع الاجتماعات الدولية نجد أن هذه الوضعية منتشرة إلى حد كبير بين الزعماء الغربيين، وخاصة النساء منهم. وقد جلس أحد الرؤساء أمام الرئيس ترامب بنفس الوضعية دون أدنى غضاضة. هذه الحركة تحديدًا، إلى جانب كونها تصرفًا طبيعيًا لديهم، تعتمد بدرجة كبيرة على اللياقة البدنية الممتازة والثقة بالنفس، مما يسمح بتنفيذها بشكل عفوي ولا شعوري.

حاول بعض الزعماء الأفارقة تقليدها، لكنها بدت باهتة لا معنى لها لأن تنفيذها جاء بلا قدرة أو قناعة. بينما تجد زعماء الدول الكبرى مثل مصر وتركيا وباكستان ودول الخليج العربي يتحاشون الجلوس بهذه الوضعية رغم قوتهم الاستراتيجية والإقليمية، لأنها ليست جزءًا من ثقافتهم ولا من بروتوكولات الاستقبال لديهم.

لذلك فإن إطلاق ملاحظات الاستهجان مباشرة ليس له ما يبرره، خاصة عندما نجد أن الشخصية المقابلة لا تعير الأمر اهتمامًا، وتبدو لغة جسدها غير متوترة، ويتركز انتباهها باتجاه وجه الجانب الآخر، وهو ما يظهر بوضوح في صورة اجتماع الوزير مع رئيس الشركة الأجنبية.

كلمات لازمة للتوضيح، حتى لا يأخذ الموضوع أكثر مما يستحق.

والسلام،
سقراط




تم نسخ الرابط